للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٦٤٢ - حَدَّثَنَا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم، حدثنا عبد العزيز بن محمدٍ الدراوردي، أخبرنى زيدٍ بن أسلم، أن عبد الله بن عمر، كان يصفِّر لحيته بالخلوق، فقيل له: يا أبا عبد الرحمن إنك تصفر لحيتك بالخلوق؛ قال: إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصفِّر بها، ولم يكن شيءٌ من الصبغ أحب إليه منها، ولقد كان يصبغ بها ثيابه كلها حتى عمامته.


= قلتُ: والحقيقة أن زهير بن محمد الذي يروى عنه الشاميون ليس إلا التميمي الشيخ الصدوق، نعم: قد اختلف في مصدر تلك المناكير، فابن عدي يرى أنها من الرواة عن زهير، وأبو حاتم الرازي يراها من قبل زهير نفسه، وهذا هو الأقرب عندى، كما أوضحت ذلك في بحث لى أدرجته في "غرس الأشجار".
إِذا عرفت هذا: فقد أغرب المنذرى جدًّا في "ترغيبه" [١/ ٤٣]، والعراقى في "المغنى" [٢/ ٣٠١]، وزعما أن زهير بن محمد قد توبع على هذا الحديث عن زيدٍ بن أسلم، تابعه الوليد بن مسلم عند ابن خزيمة في "صحيحه"، كذا قالا، وهو عند ابن خزيمة من طريق الوليد عن زهير عن زيدٍ به .... ، فكأن (زهيرًا) قد سقط من نسختهما من "صحيح ابن خزيمة"، أو سقط ذلك من نسخة المنذرى وحده، وتابعه عليه العراقي دون الكشف عن ذلك وتحريره، على أن الوليد بن مسلم لا يعرف له لقاء زيدٍ بن سلم؛ فضلًا عن السماع منه، وإن أدركه سِنًا، والوليد إمام كبير، أحد أقمار أهل الشام؛ وقد مضى أن رواية الشاميين عن زهير بن محمد قد تكلموا فيها، وهذا هو علة الحديث مع إنكار البخاري له.
وقد ورد هذا الحديث من طريقين آخرين عن ابن عمر به موقوفًا عليه، ولعله الأشبه .... والمرفوع هنا منكر لا يطاق، واللَّه المستعان.
٥٦٤٢ - جيد: أخرجه أبو داود [٤٠٦٤]، والنسائي [٥٠٨٥]، وابن سعد في "الطبقات" [٤/ ١٨٥]، وغيرهم من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم عن ابن عمر به نحوه.
قلتُ: وهذا إسناد جيد على شرط مسلم؛ الدراوردي فيه كلام من قبل حفظه؛ إلا أنه متماسك، وحديثه لا ينحط عن مرتبة الحسن؛ كما قاله الذهبي في ترجمته من "سير النبلاء" [٨/ ٣٦٨].
نعم: قد اختلف في سند هذا الحديث على ابن أسلم على ألوان، شرحناها في "غرس الأشجار" وهذا الوجه ثابت عنه؛ رواه غير واحد عن زيدٍ عن ابن عمر به ... =

<<  <  ج: ص:  >  >>