للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وليس آفته ما ذكره الهيثمي في "المجمع" [١/ ٤٢٢]، حيث قال: "رواه البزار، وأبو يعلى، وفيه عمرو بن مالك، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب ويخطئ"، فهذا ليس بعلة؛ لأن عمرًا هذا: قد توبع عليه عن الوليد بن مسلم: تابعه صفوان بن صالح وأحمد بن عبد الرحمن بن بكار الشامي وهشام بن عمار وغيرهم.
وعمرو بن مالك المذكور هو الراسبى أبو عثمان البصري الشيخ الضعيف، وهو من رجال أبي عيسى الضرير وحده، ثم إن المؤلف لم يروه من طريقه، إنما رواه من طريق أبي الوليد القرشي وهو أحمد بن عبد الرحمن بن بكار الصدوق الصالح عن الوليد بن مسلم بإسناده به ... ، فإن لم يكن الهيثمي قد وهم؛ فربما كان المؤلف قد رواه في "مسنده الكبير" من طريق عمرو بن مالك البصري عن الوليد بن مسلم به ... مثلما رواه البزار في "مسنده" كذلك، والوليد بن مسلم هان كان يدلس التسوية عن الأوزاعي خاصة؛ فقد زادنا فضلًا، وصرح بسماعه زهيرًا عند الجميع سوى ابن سعد.
وآفة الحديث إنما هي من شيخه (زهير بن محمد التميمي) وقد أشار البيهقي إلى هذا بقوله عقب روايته: "تفرد به زهير بن محمد" وزهير شيخ صدوق محدث من الأعلام؛ إلا أن جماعة قد تكلموا في رواية الشاميين عنه خاصة؛ حتى ضعفه بعضهم؛ لكثرة المناكير التى تأتى من هذا الطريق، أما رواية البصريبن وأهل العراق وغيرهم عنه؛ فهى مستقيمة كما يقول ابن رجب في "شرخ العلل" [٢/ ٦١٥].
فحال زهير إذا روى عنه الشوام؛ عكس حال إسماعيل بن عياش إذا روى هو عن أهل الشام، وكان الإمام أحمد يستعظم تلك المناكير التى تجئ من رواية الشاميين عن زهير بن محمد مع كونه ثقة عنده، حتى قال: "كأن زهيرًا الذي يروى عنه الشاميون آخر" وهذا خرج منه مخرج المبالغة في الاستغراب، وقد أنكر عليه البخاري هذا الحديث خاصة، وقال فيما نقله عنه الترمذي في "علله" [عقب رقم ٤٨٠]: "أنا أتقى هذا الشيخ؛ كأن حديثه موضوع، وليس هذا عندى بزهير بن محمد، .... ".
قلتُ: يعنى التميمي الصدوق المعروف؛ فلعل للشاميين شيخًا آخر يوافق زهير بن محمد في الاسم واسم الأب، وليس هو، هذا مراد البخاري، ثم أيد ذلك بقوله: "وكان أحمد بن حنبل يضعف هذا الشيخ - يعنى الذي يروى عنه الشاميون تلك المناكير التى لا تطاق - ينبغى أن يكون قلب اسمه، أهل الشام يروون عن زهير بن محمد هذا مناكير". =

<<  <  ج: ص:  >  >>