قلتُ: ومع اضطراب الليث فيه؛ فإنه كان مدلسًا أيضًا، ولم يذكر فيه سماعًا من أحد شيوخه الثلاثة، نعم: قد توبع على الوجه الأول عن عطاء عن ابن عمر به ... ، وكذا للحديث طرق أخرى عن ابن عمر، وشواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا، ولا يصح من ذلك شيء قط، وكله معلول البتة؛ وفي تقوية الحديث بطرقه نظر عريض، وإن ذهب إلى ذلك جماعة من المتأخرين، وقد ناقشناهم وبسطنا الكلام على طرقه وشواهده في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار". ٥٦٦٠ - صحيح: دون جملة تيمم الراعي: أخرجه الطبراني في "الدعاء" [رقم ٤٧٠]، وابن عدي في "الكامل" [٣/ ٣٨١ - ٣٢]، من طرق عن طالوت بن عباد عن سعيد بن راشد عن عطاء عن ابن عمر به .... دون جملة تيمم الراعي. قال الهيثمي في "المجمع" [١/ ٥٩١]: "رواه أبو يعلى، وفيه سعيد بن راشد المازني، وهو متروك". قلتُ: تركه النسائي، وقال ابن معين: "ليس بشئ" وقال البخاري: "منكر الحديث" وقال ابن جان: "ينفرد عن الثقات بالمعضلات" فالإسناد تألف، وقد أنكره عليه ابن عدي، وساقه له في ترجمته من "الكامل" وهو من رجال "اللسان" [٣/ ٢٧]. وباقى رجال الإسناد ثقات مشاهير؛ وعطاء: هو ابن أبي رباح؛ والحديث صحيح محفوظ عن جماعة من الصحابة به نحوه ... دون ذكر تيمم الراعي في متنه، ومن شواهده الثابتة: حديث أنس الماضي [برقم ٣٣٠٧]، وابن مسعود [برقم ٥٤٥٠] ... وللَّه الحمد. ثم وقفت للحديث على طريق آخر ابن عمر به نحوه ... وسنده منكر، وقد خرَّجته في "غرس الأشجار".