للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٦٨٦ - حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا جريرٌ، عن عطاء بن السائب، عن ابن عبيد بن عميرٍ، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ شَرِبَ الخمْرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ


= الحديث من (مسند ابن عمر) وقد جزم البيهقى بوهم داود في "الشعب" [٦/ ٣٠٧]، وهو كما قال؛ والوجه الماضى سنده مستقيم؛ والأحنف ثقة سيد نبيل؛ وابن عم له، وقع مفسرًا في رواية يحيى الحمانى عن ابن أبى الزناد بكونه هو (جارية بن قدامة) وجارية صحابى معروف؛ لكن الحمّانى جعله (عم الأحنف) بدل (ابن عمه) وهذا يمكن تأوله على وجه سائغ، كأن يكون جارية ابن عم الأحنف في نسبه؛ وكذا هو عمه أخو أبيه لأمه، هكذا قاله ابن عبد البر في "التمهيد" [٧/ ٢٤٧]، فإن صح هذا التأويل فيه؛ يندفع توهيم من وهم الحمانى في سنده، على أن هذا الاختلاف لا يقدح في صحه الإسناد شيئًا، فسواء كان (جارية بن قدمة) عم الأحنف أو ابن عم له، فهو صحابى معروف؛ ورواية الأحنف عنه لم يقدح فيها أحد أعلمه، وكون تفسير (ابن عم الأحنف) بكونه هو (جارية بن قدامة) لم يقع إلا في رواية يحيى بن عبد الحميد الحمانى عن ابن أبى الزناد.
والحمانى غير عمدة على التحقيق، فإن ذا لا يعل الرواية أصلًا، لأنه على التسليم بضعف رواية الحمانى؛ يكون الإسناد مستقيمًا أيضا، لأن الأحنف قد قال في رواية حسين بن محمد وأسد بن موسى عن ابن أبى الزناد عن أبيه عن عروة عن الأحنف عن (ابن عم له قال: قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - .... إلخ ... ) فها قد صرح ابن عم الأحنف بسماعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - فثبت بذلك صحبته جزمًا؛ ولا يضر بعد ذلك إبهامه؛ لأن الصحابة كلهم عدول مأمونون؛ فكيف وقد توبع يحيى الحمانى على تسمية (ابن عم الأحنف) أو: (عمه) بكونه (جارية بن قدامة)؟!
فهكذا رواه هشام بن عروة عن أبيه عن الأحنف بن قيس عن عمه جارية بن قدامة به ... هكذا أخرجه أحمد [٣/ ٤٨٤] و [٥/ ٣٧٢]، وجماعة، وهذا سنده صحيح حجة؛ إلا أنه اختلف على هشام بن عروة في سنده على ألوان كثيرة، ذكرها الدارقطنى في "علله" [١٣/ ٨ - ١٢]، ويأتى الكلام على هذا الطريق [برقم ٦٨٣٨].
وهذا الوجه الماضى: عن هشام عن عروة: هو الذي رجحه الحافظ في "الإصابة" [١/ ٤٤٥]، وفيه ما يأتى النظر فيه هناك، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا، مضى منها حديث أبى صالح عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -[برقم ١٥٩٣].
٥٦٨٦ - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم ٥٦٠٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>