والحمانى غير عمدة على التحقيق، فإن ذا لا يعل الرواية أصلًا، لأنه على التسليم بضعف رواية الحمانى؛ يكون الإسناد مستقيمًا أيضا، لأن الأحنف قد قال في رواية حسين بن محمد وأسد بن موسى عن ابن أبى الزناد عن أبيه عن عروة عن الأحنف عن (ابن عم له قال: قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - .... إلخ ... ) فها قد صرح ابن عم الأحنف بسماعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - فثبت بذلك صحبته جزمًا؛ ولا يضر بعد ذلك إبهامه؛ لأن الصحابة كلهم عدول مأمونون؛ فكيف وقد توبع يحيى الحمانى على تسمية (ابن عم الأحنف) أو: (عمه) بكونه (جارية بن قدامة)؟! فهكذا رواه هشام بن عروة عن أبيه عن الأحنف بن قيس عن عمه جارية بن قدامة به ... هكذا أخرجه أحمد [٣/ ٤٨٤] و [٥/ ٣٧٢]، وجماعة، وهذا سنده صحيح حجة؛ إلا أنه اختلف على هشام بن عروة في سنده على ألوان كثيرة، ذكرها الدارقطنى في "علله" [١٣/ ٨ - ١٢]، ويأتى الكلام على هذا الطريق [برقم ٦٨٣٨]. وهذا الوجه الماضى: عن هشام عن عروة: هو الذي رجحه الحافظ في "الإصابة" [١/ ٤٤٥]، وفيه ما يأتى النظر فيه هناك، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا، مضى منها حديث أبى صالح عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -[برقم ١٥٩٣]. ٥٦٨٦ - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم ٥٦٠٧].