وقد ضعفوه عن بكرة أبيهم، حتى تركه الدارقطنى وغيره، وقال عنه ابن حبان في "المجروحين" [١/ ٢٠٥]: (كان يقلب الأسانيد حتى يجئ في رواياته أشياء كأنها موضوعة) ثم أسند إلى الثورى أنه قال: "كان ثوير بن أبى فاختة من أركان الكذب". قلتُ: ولم يكن تشيعه محمودًا أيضًا، بل وصفه غير إمام بالرفض، وهو إلى الترك أقرب منه إلى مطلق الضعف، وقد اضطرب في هذا الحديث على ألوان. ١ - فرواه عن ابن عمر به كما مضى مرفوعًا. ٢ - ثم عاد ورواه عنه به موقوفًا، كما مضى في كلام الترمذى، فهذان لونان من تَلَوُّنه في سنده، ولون ثالث .. ٣ - فرواه عنه الثورى فقال: عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر به ... موقوفًا، فزاد فيه واسطة بينه وبين ابن عمر، هكذا أخرجه الترمذى [عقب رقم ٢٥٥٣، وعقب رقم ٣٣٣٠]، بإسناد صحيح إليه، فهذه ثلاثة ألوان، ولون رابع. ٤ - فرواه عنه عبد الغفار بن القاسم فقال: عن ثوير أن رجلًا حدثه عن ابن عمر به مرفوعًا نحوه في سياق أتم في أوله، هكذا أخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" [رقم ٤٨٢]، لكن عبد الغفار هذا ساقط جدًّا، والطريق إليه واه أيضًا. • فالحاصل: أن الحديث منكر مرفوعًا وموقوفًا، وقد أعله جماعة بـ (ثوير بن أبى فاختة) منهم: ابن رجب في "فتح البارى" [٤/ ٦٥]، والمناوى في "الفيض" [٢/ ٤٢١]، وأشار إلى ضعفه: المنذرى في "الترغيب" [٤/ ٢٧٨ - ٢٧٩] و [٤/ ٣١٢ - ٣١٣]، وقبله قال الترمذى: "هذا حديث غريب" يعنى ضعيف، كما هي عادته - في الغالب - حينما يطلق تلك العبارة، واللَّه المستعان.