والثالث: عبد الله بن ذكوان، شيخ لا يعرف! ونكرة لا تتعرف، روى عن ابن المنكدر، وعنه عبد الصمد بن عبد الوارث؛ وهو الذي قال عنه البخارى: "منكر الحديث" وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يخطئ". وصاحب هذا الحديث من هؤلاء: هو أبو الزناد المدنى الفقيه؛ فهو المشهور برواية الأعمش عنه؛ ومما يؤيد كونه هو المراد هنا: أنى وجدت القاسم بن سلام أبا عبيد الهروى الحافظ: قد ساق حديث ابن عمر هذا بنحوه في "غريب الحديث" [٤/ ٢٥٧]، ثم قال: "يروى هذا الأعمش عن أبى الزناد عن ابن عمر ... " هذا زيادة على كون أبى الزناد له رواية عن ابن عمر، مع كونه لا يصح له منه سماع، أما ما ذكره الحافظ في "اللسان" [٣/ ٢٨٤]، من كون خليفة بن خياط وغيره قد ذكروا أن أبا الزناد: (قد لقى ابن عمر - رضى الله عنهما -) فهذا وإن تعقب به نفى أبى حاتم الرازى لرؤية وإدراك أبى الزناد لابن عمر؛ فإنه لا يدل على السماع كما هو معلوم. • والحاصل: أن علة هذا الإسناد: هي عدم ثبوت سماع أبى الزناد من ابن عمر؛ كما يدل عليه قول أبى حاتم الرازى الماضى. أما عن (عنعنة الأعمش)، فهى مجبورة بإكثاره من الرواية عن أبى الزناد؛ نعم: للحديث طريق آخر عن ابن عمر به نحوه في سياق أتم عند مالك [٩٤٩]، ومن طريقه النسائي [٢٩٩٥]، وأحمد [٢/ ١٣٨]، وابن حبان [٦٢٤٤]، وجماعة، وسنده لا يثبت، كما شرح ذلك الإمام في "الضعيفة" [٦/ ٢٢٤]. وقد روى الحديث عن ابن عمر به نحوه موقوفًا عليه، عند الفاكهى في "أخبار مكة" [عقب رقم ٢٢٦٠]، وهو الأشبه مع كونه لا يصح أيضًا. ٥٧٢٤ - ضعيف بهذا السياق: قال الهيثمى في "المجمع" [٨/ ٢٥٦]: "رواه أبو يعلى، وفيه ابن إسحاق، وهو مدلس ثقة، وبقية رجاله رجال "الصحيح" إن كان مولى أم سلمة: ناعمًا، وهو الصحيح؛ وإن كان نعيمًا فلم أعرفه". =