قلتُ: بل هو حديث ضعيف معلول لا يثبت، ومداره على (سعد مولى طلحة)، وهو مجهول لا يُعْرَف، ونكرة لا تُتَعرَّف، لم يرو عنه سوى (عبد الله بن عبد الله) وحده، وقال عنه أبو حاتم: "لا يعرف هذا الرجل إلا بحديث واحد" كما في ترجمته من "الجرح والتعديل" [٤/ ٩٨]، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته في ذلك، وما ينفعه هذا؟! وباقى رجال الإسناد ثقات. والحديث ذكره ابن كثير في "تفسيره" [٥/ ٣٦٥/ طبعة دار طيبة]، من طريق أحمد؛ ثم قال: (وإسناده غريب) وقبل ذلك قال: "وهذا الحديث لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة" كذا وهم الشيخ، والحديث عند الترمذى كما مضى؛ ثم رأيته عزاه للترمذى في "البداية والنهاية" [١/ ٢٢٦]، ثم قال: "هو حديث غريب جدًّا، وفى إسناده نظر") ثم أعله بجهالة (سعد مولى طلحة). وسعد هذا مع كونه مغمورًا؛ فقد اختلف في اسمه أيضًا على أقوال، تراها في ترجمته من "التهذيب" وقد جهله الحافظ في "التقريب" وقد اختلف في سند هذا الحديث على الأعمش، وكذا في وقفه ورفعه، فقال الترمذى عقب روايته: "قد رواه شيبان وغير واحد عن الأعمش نحو هذا ورفعوه؛ وروى بعضهم عن الأعمش فلم يرفعه، وروى أبو بكر بن عياش هذا الحديث عن الأعمش فأخطأ فيه، وقال: عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن ابن عمر، وهو غير محفوظ" وقال في "علله الكبير" [رقم ٣٩٦]: "سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: بعض أصحاب الأعمش رووا هذا الحديث فأوقفوه، وأكثرهم رفعوه، والصحيح أنه مرفوع) ثم قال الترمذى: "قلت له: روى أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن ابن عمر، فقال: أبو بكر بن عياش يهم فيه" يعنى غلط في روايته هذه، وهى عند ابن حبان [٣٨٧]، وأبى نعيم في "الحلية" [٤/ ٢٩٧ - ٢٩٨]، =