هكذا أخرجه ابن معين في "تاريخه" [٤/ ١٥٦/ رواية العباس الدورى]، وقد ذكر له العباس الدورى: (أن ابن أبى سمينة قد حدثه به فقال: (عن أبى إسحاق) ولم يقل عن: (إسحاق) فأخرج له ابن معين كتاب معتمر؛ فإذا فيه: أن إسحاق حدثه). قلتُ: وهذا أولى بلا شك؛ لأنه هكذا هو في (كتاب معتمر) والكتاب عندهم مقدم على الحفظ؛ إذ قد تخون الذاكرة صاحبها، وقد توبع ابن معين على تلك الرواية عن معتمر: تابعه محمد بن مهران الجمال الحافظ عند البخارى في "تاريخه" [١/ ٤٠٦]، وقال فيه: (أن إسحاق حدثه ... ) دون: (عن أبى إسحاق). وهو الصواب كما مضى؛ إلا أنى رأيت الإمام أحمد قد تابع ابن أبى سمينة عن معتمر في قوله (عن أبى إسحاق) هكذا رواه في الورع [ص ١١١/ رواية المروذى/ الطبعة العلمية،]، ومع الإقرار بأن ليس في القوم أحفظ من الإمام أحمد وأضبط لحديثه؛ إلا أن رواية ابن معين وغيره عن معتمر: هي المقدمة عندى؛ لأنها كذلك في (كتاب معتمر) كما مضى عن أبى زكريا الغطفانى الحافظ! ويغلب على ظنى أن يكون أحمد قد رواه عن معتمر مثلما رواه ابن معين وقال فيه: (عن إسحاق) مجردًا، ويكون ما وقع في كتاب (الورع) من زيادة (أبى) قبل (إسحاق) هو من إقحام الناسخ أو الطابع، ومطبوعة (الورع/ طبعة دار الكتب العلمية) ليست بجيدة قط، وفيها الكثير من الأغاليط المتلونة. • والحاصل: أن المحفوظ عن معتمر في هذا الطريق: هو ما رواه عنه ابن معين وغيره: عن فضيل عن أبى حريز عن إسحاق عن ابن عمر به. =