للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ٢ - أما إعلال سنده: فإن مداره على (محمد بن مهران) ويقال له أيضًا: (محمد بن مسلم بن مهران) ويقال أيضًا: (محمد بن إبراهيم بن مسلم بر، مهران)، ويقال: (لمحمد بن المثنى)، وقد يقال: (محمد بن أبى المثنى) ذكر ذلك المزى في ترجمته من "تهذيبه" وكما اختلف في اسمه؛ فقد اختلف في كنيته أيضًا، بل لم يسلم هو نفسه من الاختلاف فيه جرحًا وتعديلًا، فذكره ابن حبان في "الثقات" إلا أنه قال: "كان يخطئ" واحتج بحديثه في "صحيحه" وكذا صحح له جماعة؛ وقد وثقه ابن معين نصًا، ومشاه الدارقطنى وغيره.
أما أبو زرعة الرزاى فإنه قال: (هو واهى الحديث)، وقال عنه أبو حفص الفلاس: (روى عنه أبو داود الطيالسى أحاديث منكرة في السواك وغيره) وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه" يشير لضعفه، نقل ذلك عن هؤلاء: ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل" [٨/ ٧٨]، وأغفل ذلك كله: المزى وابن حجر في ترجمة الشيخ، وذكره العقيلى وغيره في "الضعفاء" وتوقف ابن عدى بشأنه في "الكامل" وقول الذهبى عنه في "الكاشف": "لم يضعف" غفلة منه مكشوفة، لعله قد استيقظ منها لما ذكره في "الميزان" [٦/ ٣٣٢]، وحكى قول أي زرعة وغيره فيه.
• والحاصل: أن الرجل: أشبه بقول الحافظ عنه في "التقريب": "صدوق يخطئ" وقد روى عنه الأكابر: أمثال شعبة والقطان والطيالسيان وجماعة من هذه البابة؛ وهو عندى مقبول الرواية إن شاء الله؛ إلا حيث يخالف أو يأت بما ينكر عليه، وهذا الحديث خاصة قد أنكر عليه، فساقه له ابن عدى والذهبى في ترجمته من "الضعفاء"، وقال ابن أبى حاتم في ترجمته من "الجرح": (سئل أبو زرعة عن محمد بن مسلم بن المثنى الذي يروى عن جده عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى قبل العصر أربعًا"! فقال: "واهى الحديث" فكأن أبا زرعة ربما جزم بوهائه لما لم يحتمل له تفرده بهذا الخبر الذي لا يعرف ولم يأت إلا من طريقه، وقد مضى قول الفلاس عنه: "روى عنه أبو داود الطيالسى أحاديث منكرة في السواك وغيره".
قال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" [٢/ ٤١٠]، عقب مقالة الفلاس تلك: "وهذا الحديث: هو من رواية أبى داود الطيالسى عنه، وقد ذكره أبو أحمد - يعنى الجرجانى - في جملة ما أورد مما أنكر عليه ... ".
قلتُ: ثم جزم ابن القطان بضعفه في أواخر كتابه [٤/ ٤٢]، وهذا هو الصواب: كما زدته بيانًا وإيضاحًا في "غرس الأشجار" مع مناقشة جماعة في تصحيحه وتحسينه؛ ومع شرح أغلاط وقعت لجماعة ممن تكلموا عليه، والله المستعان لا رب سواه.=

<<  <  ج: ص:  >  >>