قلتُ: هذه مجازفة منه، فإن البخارى ما احتج بأبى هانئ الخولانى ولا شيخه قط، وإن كانا ثقتين، وقول الترمذى الماضى: لا يحسن التعقب عليه إلا إذا أفاد تضعيفه الحديث، وهذا هنا فيه نظر؛ على أن المزى في "تحفة الأشراف" وفى [تهذيبه/ ترجمة عباس الحجرى]، وقبله المنذرى في "ترغيبه" قد ذكرا أن الترمذى قال: "حديث حسن غريب" بل قال المنذرى: "وفى بعض النسخ: حسن صحيح" والحديث صحيح على كل حال .. والله المستعان. ٥٧٦١ - ضعيف: بهذا اللفظ: قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٣/ ٥٦]: "رواه أبو يعلى، وفى سنده موسى بن عبيدة" يعنى وهو ضعيف منكر الحديث، راجع كلام النقاد بشأنه في (كتب الضعفاء) وهو من رجال الترمذى وابن ماجه؛ وشيخه (عبد الله بن عبيدة) هو أخوه الربذى، مختلف فيه، ولم يتبين سماعه من ابن عمر أيضًا، وقال الهيثمى في "المجمع" [٣/ ٥٤٥]: "رواه أبو يعلى، وفيه موسى بن عبيدة، وهو ضعيف، وقد وثق، فيما رواه عن غير عبد الله بن دينار، وهذا منها". قلتُ: بل التحقيق: أنه ضعيف مطلقًا في كل شيوخه بلا مثنوية، وقد اضطرب في سنده أيضًا، فرواه عنه أبو عاصم النبيل ويحيى بن أبى زائدة كلاهما قالا: عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر به نحوه في سياق أتم، فصار شيخه فيه: (عبد الله بن دينار) هكذا أخرجه الطبرى في "تهذيب الآثار" [رقم ١٧٨٣]، وعبد بن حميد في "المنتخب" [٧٩٥]، ومن طريقه البغوى في "شرح السنة" [١٣/ ١٢٣]، وفى "تفسيره" [٧/ ٣٤٨]، والفاكهى في "أخبار مكة" [رقم ٤٣٧]، وابن أبى حاتم في "تفسيره" [رقم ١٨٦٢٢] وغيرهم. وموسى الربذى وإن كان ضعيفًا في الجملة؛ إلا أنه أشد ضعفًا في روايته عن عبد الله بن دينار خاصة، وكان يروى عنه أحاديث مناكير كما قاله ابن معين وغيره؛ وقد خولف في بعض لفظه، خالفه موسى بن عقبة الإمام الحافظ الثقة المأمون، فرواه عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال:=