قلتُ: قد اختلف على الزهرى في رفعه ووقفه وإرساله، إلا أن المحفوظ عنه هو الوجه الماضى؛ وله طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه .... منها: ما رواه ابن عيينة عن حمزة بن المغيرة المخزومى عن سهيل بن أبى صالح عن أبيه أبى صالح السمان عن أبى هريرة مرفوعًا: (اللَّهم لا تجعل قبري وثنًا، لعن الله قومًا اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). أخرجه أحمد [٢/ ٢٤٦]، والحميدى [١٠٢٥]، والمؤلف [برقم ٦٦٨١]، وأبو نعيم في "الحلية" [٧/ ٣١٧]، وابن سعد في "الطبقات" [٢/ ٢٤١]، والمفضل الجندى في "فضائل المدينة" [رقم ٥١]، وابن عبد البر في "التمهيد" [٥/ ٤٤]، والشافعى في "كتاب حرملة" كما ذكره البيهقى في "المعرفة" [رقم ٢٣٧١]، وغيرهم من طرق عن سفيان به. قال أبو نعيم: "غريب من حديث حمزة؛ تفرد به عنه سفيان". قلتُ: وسفيان إمام لا يسئل عنه، وشيخه حمزة: ذكره ابن حبان في: "الثقات" [٨/ ٢٠٩]، وقال ابن معين: "ليس به بأس" وهو مترجم في "التهذيب" تمييزًا، فالإسناد جيد؛ وسهيل وأبوه من رجال: "الصحيح" والحديث ذكره الهيثمى في "المجمع" [٣/ ٦٦٧]، وعزاه للمؤلف وحده، ثم أعله بشيخه (إسحاق بن أبى إسرائيل)، وقال: "فيه كلام لوقفه في القرآن، وبقية رجال ثقات" وهذا إعلال مكشوف، قد رددنا عليه في "غرس الأشجار". وإسحاق هذا: إمام ثقة حافظ لم يتكلم فيه أحد بحجة، كما بينا ذلك في غير هذا المكان ... على أنه قد توبع من قبل جماعة من سفيان به. ٥٨٤٥ - صحيح: أخرجه النسائي [٣١٢٧]، وابن المبارك في الجهاد [رقم ١١]، ومن طريقه ابن أبى عاصم في "الجهاد" [رقم ٢٩]، وغيرهم من طريق معمر عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به.=