قال البيهقى: "ياسين بن معاذ كوفى ضعيف، جرحه يحيى ابن معين والبخارى وغيرهما من الحفاظ". قلتُ: وبه أعله الهيثمى في "المجمع" [٥/ ٦٠٤]، وقال: "وهو متروك" ومثله صاحبه ابن حجر في "التلخيص" [٤/ ١٢٠]، فقال: "فيه ياسين الزيات، وهو منكر الحديث متروك" وقبلهما: أعله به ابن الملقن في "البدر المنير" [٩/ ١٧١ - ١٧٢]، وخلاصته [٢/ ٣٥٦]، وقال في الأول: "في إسناده ياسين بن معاذ أبو خلف الزيات الكوفى، وهو ضعيف بمرة، قال يحيى: ليس حديثه بشئ، وقال مرة: ضعيف، وقال البخارى: منكر الحديث، وقال أبو حاتم الرازى: كان رجلًا صالحًا لا يعقل ما يحدث، منكر الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث، وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن "الثقات"، وينفرد بالمعضلات عن الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به .. ". قلتُ: وهو من رجال "اللسان" [٦/ ٢٣٨]، وحديثه هذا أنكره عليه أبو أحمد الجرجانى! وساقه له مع غيره من مناكيره في ترجمته من "الكامل" ثم قال في ختامها: "ولياسين غير ما ذكرت عن الزهرى وعن غيره، وكل رواياته أو عامتها غير محفوظة". وقد سئل أبو حاتم الرازى عن هذا الحديث من طريق ياسين هذا، فقال كما في "العلل" [رقم ٥٨٤]: "هذا حديث لا أصل له، يعنى من حديث الزهرى وسعيد وأبى هريرة"، وهو كما قال. نعم: للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، إلا أنها كلها مناكير على التحقيق، والمحفوظ في هذا الباب: إنما هو من رواية عروة بن الزبير به مرسلًا، وورد عن ابن أبى مليكة به مرسلًا أيضًا، إلا أنه لا يصح إليه أصلًا، وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث وشواهده في "غرس الأشجار" واللَّه المستعان.