للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= والإمام الألبانى وإن لم يذكر أن أبا القاسم بن الجراح وابن صاعد والمخدى وغيرهم: قد رووه من طريق العابدى عن ابن عيينة، إلا أن هذا ما يغلب على ظنى إن شاء الله، بك وأكاد أجزم به، لاسيما في حق ابن صاعد والوزير أبى القاسم، فإن ابن عساكر قد رواه في "معجمه" من طريق أبى القاسم عيسى بن عليّ بن عيسى - وهو ابن الجراح - عن أبى محمد بن صاعد عن عبد الله بن عمران العابدى عن ابن عيينة به ...
وهذا العابدى وإن قال عنه أبو حاتم: "صدوق" ووافقه عليه الحافظ في "التقريب" وصحح له الحاكم والترمذى وغيرهما؛ وذكره ابن حبان في "الثقات" [٨/ ٣٦٣]، لكن قال عنه: "يخطئ ويخالف" ونقل مغلطاى في "الإكمال" [٨/ ١٠٠]، عن ابن فاخر أنه قال عنه: "ثقة إلا أنه يخالف" فمثله الأقرب أن يقال عنه "صدوق له أوهام" ولم يكن من مشاهير أصحاب ابن عينة. وقد خولف في وصله، خالفه أحمد بن عبدة الضبى الثقة المأمون، فرواه عن ابن عيينة فقال: عن وائل أو بكر بن وائل - بالشك، - عن الزهرى به مرسلًا، ليس فيه سعيد ولا أبو هريرة، هكذا أخرجه أبو داود في "المراسيل" [رقم ٢٩٤]، وهذا هو المحفوظ عن ابن عيينة ... فإن قيل: قد توبع العابدى عليه عن ابن عيينة به موصولًا، تابعه ابن المبارك كما ذكره الدارقطنى في "العلل" [٩/ ١٨٥].
قلنا: هذا من طريق بقية بن الوليد عن ابن المبارك به، وبقية صدوق عالم، إلا أنه يدلس ويُسَوِّى، ولم يذكر فيه سماعًا من ابن المبارك أصلًا، ولا ذكر سماع ابن المبارك من ابن عيينة، فالمتابعة لا تثبت إن شاء الله.
والحديث ذكره السخاوى في فتح المغيث [٣/ ١٨٧]، وعزاه الخطيب البغدادى؟! ثم نقل عنه أنه قال: "لا يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما نعلم إلا من جهة بكر وأبيه" وتعقبه السخاوي قاتلًا: "قلتُ: قد أخرجه أبو يعلى في "مسنده" من حديث قيس بن الربيع عن بكر، لا ذكر لوائل فيه" وقد رأيت السيوطى قد رمز لحسنه في "الجامع الصغير" [رقم ٢٩٢]، قال المناوى في "الفيض" [١/ ٢١٣]: "ولعله بالنظر إلى تعدد طرقه".
قلتُ: ما ثَمَّ له إلا طريقان، وقد عرفت ما فيهما، وكأن المناوى قد اغتر بهذا، فَحسَّن الحديث في "التيسير بشرح الجامع "الصغير" [١/ ٩٨/ طبعة مكتبة الشافعي]، والإمام الألبانى وإن كان قد صححه في "الصحيحة" [٣/ ١٢٢]، إلا أنه رجع عن ذلك - إن شاء الله - وأورده "الضعيفة" [رقم ٦٤٥٥] ... واللَّه المستعان لا رب سواه.

<<  <  ج: ص:  >  >>