للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قلتُ: هذا إسناد صحيح في المتابعات؛ وابن لهيعة حاله معلومة! مع كونه مدلسًا أيضًا، وقد عنعنه، وباقى رجاله ثقات من رجال مسلم، ولم ينفرد به ابن لهيعة، بل تابعه عليه: معقل بن عبد الله الجزرى عن أبى الزبير عن جابر عن أبى هريرة به ... عند مسلم [٢٧٨]، والبيهقى في "سننه" [٢١٣]، وأبى وعوانة [رقم ٧٢٩]، وأبى نعيم في "المستخرج على مسلم" [رقم ٦٤١]، وغيرهم من طريق الحسن بن أعين عن معقل به.
قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ ومعقل وشخه: شيخان صدوقان، ولم يخف علينا: أن الإمام أحمد كان يُضَعِّف حديث معقل عن أبى الزبير خاصة، ويقول: (يشبه حديثه ابن لهيعة) كما نقله عنه ابن رجب في "شرح العلل" [٢/ ٦٣٨/ طبعة عِتْر]، لكن هذا معارض باحتجاج الإمام مسلم به في "صحيحه" من روايته عن أبى الزيبر، فالأشبه: هو رَدُّ ما أنْكِر على معقل من روايته عن أبى الزبير، أو ما خالفه فيه من هو أثبت وأتقن؛ وما عدا ذلك من روايته: فهو مقبول على الاستقامة.
على أن ابن رجب لم يذكر لنا تلك العبارة التى فهم منها تضعيف أحمد لرواية معقل عن أبى الزبير، فإن كانت هي تلك العبارة التى فهم منها تضعيف أحمد لرواية معقل عن أبى الزبير، فإن كانت هي تلك التى حكاها: (يشبه حديثه ابن لهيعة) فما أراه كما فهم، إلا إنْ كان ابن رجب قد ظفر برواية عن الإمام أحمد: يَردُّ فيها كل ما رواه ابن لهيعة عن أبى الزبير، وإلا فالعبارة التى ذكرها لا تحتمل ما فهمه أصلًا، بل للنظر فيها مُتَّسَع، لعلنا نأتى عليه في "غرس الأشجار" إن شاء الله.
فإن قيل: نراكم قد غفلتم عن كونكم قد وَسَمْتُم أبا الزبير بالتدليس البتة، وذكرتم في بحث لكم مضى عقب كلامكم على الحديث [رقم ١٧٦٩]، أن أبا الزبير لا تُقْبَل عنعنته عن جابر بن عبد الله خاصة، اللَّهم إلا إذا كان الليث بن سعد يروى عنه عن جابر، والحديث هنا: رواه غير الليث عن جابر، ولم يذكر فيه أبو الزبير سماعًا أصلًا، فكيف يصح لكم قولكم: (هذا إسناد صالح) فأيَّ صلاح تعنون؟!.
قلنا: لسنا نرد على هذا: بكون أبى الزبير قد صرح بالسماع عند أحمد [٢/ ٤٠٣]، كما أجاب بذلك الإمام في "صحيح أبى دود" [١/ ١٧٥]، وخفى عليه: أن أحمد رواه من طريق ابن لهيعة عن أبى الزبير، فالطريق إليه لا يثبت، وابن لهيعة كان مخلطًا جدًّا، ومثله لا يمتنع عليه أنى قلب العنعنة سماعًا.=

<<  <  ج: ص:  >  >>