قال الهيثمي في "المجمع" [٨/ ٣٢٢]: "رواه أبو يعلى والبزار، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات". قلتُ: ولا يوافق الهيثمي على هذا أصلًا، والليث ضعيف مختلط، ولم يصفه أحد بالتدليس قبل الهيثمي، وقد اضطرب في اسم شيخه على ألوان، فتارة يقول: (عن زياد بن أبي المغيرة أو زياد بن المغيرة) هكذا بالشك، كما عند المؤلف؛ وتارة لا يشك ويقول: (عن زياد أبي المغيرة) كما عند الخرائطى والدولابى، وإبراهيم الحربي، وتارة يقول: (عن زياد بن الحارث) كما رواه عنه ابن طهمان عند البخاري في "تاريخه" [٣/ ٣٧٦]- إشارة - وتارة يقول: (عن زياد) ولا ينسبه، كما وقع عند الباقين، ومن هنا جاء ضعف الليث، وسواء كان شيخه هذا أو ذلك أو ذاك أو ذا، فهو شيخ مجهول لا يُعْرَف، ونكرة لا تُتَعرَّف، نعم؛ لكن للحديث شواهد ثابتة لفقراته جميعًا دون قوله: (وعلى الضيف أن يرتحل لا يؤثم أهل منزله)، فهى ضعيفة لتفرد الليث بها. فللفقرة الأولى: طريق آخر صحيح يرويه الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة به ... أخرجه الشيخان. ويشهد للفقرة الثالثة: حديث أبي سعيد الخدري الماضي [برقم ١٠١٩]، وهو حديث صحيح ثابت. =