الأول: عبد الرحمن بن زياد الإفريقى، والكلام فيه طويل الذيل، وحاصله: أنه ضعيف صاحب مناكير، وكان يدلس عن محمد بن سعيد المصلوب أحاديث بواطيل، كما أشار ابن حبان في ترجمته من "المجروحين" وأنكر عليه هذا الحديث، وبه وحده: أعله البوصيري في "إتحاف الخيرة" [رقم ٥٤٥٦]، وهو قصور منه بلا ريب. الثاني: وأما يوسف بن زياد البصري: فهو ساقط الحديث جدًّا، وقد قال البخاري وأبو حاتم وغيرهما: "منكر الحديث" وقال الدارقطني: "وهو مشهور بالأباطيل" وقال النسائي: "ليس بثقة" وضعفه الساجى وجماعة، وهو من رجال "اللسان" [٦/ ٣٢١]، وقال العقيلي: "لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به" ثم ساق له هذا الحديث في ترجمته من "الضعفاء". وبه وحده: أعله الهيثمي في "المجمع" [٥/ ٢١٢]، وهو قصور منه هو الآخر، وبيوسف والإفريقى معًا: أعله الذهبي في "تلخيص الموضوعات" [ص ٢٦٣]، ومثله السيوطي في "الحاوي" [٢/ ٤٥]، وكذا الشوكانى في "نيل الأوطار" [٢/ ١٠٢]، وقد مضى عن الدارقطني: أن يوسف بن زياد قد تفرد به عن الإفريقى، ولم يروه أحد عنه، نقله عنه ابن الجوزي في (الموضوعات) لكن نوزع الدارقطني في تلك الدعوى، فردها عليه السيوطي كما نقله عنه المناوي في "الفيض" [٤/ ١٨٨]، بكون يوسف لم ينفرد به، بل تابعه عليه حفص بن عبد الرحمن عند البيهقي في "الشعب" [٥/ رقم ٦٢٤٤]، وفي "الآداب" [رقم ٥٠٩]. قلتُ: ومن طريقه: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" [١/ ٢٠٥] من طريق فتح بن الحجاج عن حفص به. قلتُ: وفتح بن الحجاج: هو أبو نوح الفقيه النيسابوري المعروف، له ترجمة في تاريخ الذهبي [١٩/ ٢٢٦/ طبعة دار الكتاب العربى]، "وإكمال ابن ماكولا" [٢/ ٢٣٨]. وأما حفص بن عبد الرحمن! فقد قال عنه محدث الديار المصرية: محمد عمرو عبد اللطيف =