للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= في "تكميل النفع" [الحديث رقم ١٨]: "لم أهتد إليه" وقبله قال الإمام في "الضعيفة" [رقم ٨٩]: "لم أعرف ابن عبد الرحمن هذا؟! ".
قلتُ: وهذه غفلة منهما بلا ريب، وحفص هذا: لا يكون إلا ابن عبد الرحمن بن عمر بن فروح أبو عمر الفقيه القاضى النيسابورى الشيخ الصالح؛ وهو من رجال "التهذيب" قال الحافظ: (صدوق عابد رمى بالإرجاء) وهو وإن لم يذكروا في ترجمته روايته عن (عبد الرحمن الإفريقي) غير أنه مشهور بالرواية عن تلك الطبقة؛ ولا تنس أن الراوي عنه نيسابوري مثله، وقد جازف المناوي في "الفيض" [٤/ ١٨٨]، وزعبم أن حفصًا هذا قال عنه ابن حبان: "يروى الموضوعات عن الثقات" كذا، وهذا لا حقيقة له البتة، إنما قال ذلك ابن حبان عن (عبد الرحمن الإفريقي) فلعله اشتبه على المناوي، أما حفص بن عبد الرحمن: فقد ذكره ابن حبان في "ثقاته" [٨/ ١٩٩]، وَمشَّاه غير واحد أيضًا.
• والحاصل: أن الحديث باطل جدًّا من هذا الوجه؛ ويشبه أن يكون الحمل فيه على الإفريقي، كأنه سمعه من محمد بن سعيد المصلوب - الكذاب المعروف - ثم دلسه عنه، وقد برئت ذمة (يوسف بن زياد) بمتابعة (حفص بن عبد الرحمن) له عن الإفريقي به ... وشيخ الإفريقي (مسلم أبو الأغر) ثقة مشهور من رجال مسلم؛ وقد وقع في اسمه اختلاف عند بعضهم، كأن ذلك من سوء حفظ الراوي عنه (عبد الرحمن الإفريقي) وقد سمى أباه (مسلمًا) كما عند المؤلف وغيره، ولم يقل هذا أحد سواه، واللَّه المستعان.
ولشطر الحديث الأول: شاهد من رواية سويد بن قيس عند الترمذي والنسائي وجماعة، وقد خرجناه في "غرس الأشجار".

• تنبيهان:
الأول: قد تصحف (الأغر أبي مسلم) عند المعافى النهرواني إلى (الأعرابى مسلم) ولم ينتبه له المعلق عليه، (طبعة عالم الكتب) ووقع عند ابن العديم: (عن الأعرج)، كذا، وهذا قريب من الذي قبله، وصوابه: (عن الأغر).
والثانى: وقع عند العقيلي في "الضعفاء" [٤/ ٤٥٢/ الطبعة العلمية]، و [١/ ١٥٥/ طبعة دار الصميعى]، زيادة (عن الأوزاعي) بين عبد الرحمن الإفريقي وشيخه، وهى زيادة لا معنى لها، وما دَخْلُ الأوزاعي وهذا الحديث الساقط؟! ثم بَدَا لى أن ذلك محرف أيضًا عن (الأغر) فانظر بلواء التصحيف! واللَّه المستعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>