قلت: أما طريق مسدد فلم أقف عليه، ورجال إسناد المؤلف: رجال "الصحيح" كما قاله الهيثمي؛ أما يزيد بن كيسان: فقد مضى غير مرة: أنه صدوق متماسك؛ فيه كلام لا ينزل بحديثه عن درجة القبول؛ وشيخه أبو حازم: هو سلمان الأشجعي التابعى المشهور؛ وأما شيخ المؤلف: هو (داود بن رشيد) فثقة نبيل. وأما شيخه: (خلف بن خليفة) فهو أبو أحمد الأشجعي الثقة المشهور؛ لكن نص غير واحد من النقاد على كونه قد اختلط أو تغير بآخرة، وقال مسلمة الأندلسي: "من سمع منه قبل التغير فروايته صحيحة". قلتُ: لم يميز أحد سماع من سمع منه قبل اختلاطه وبعده، والذى يبدو لى من كلامهم: أن اختلاطه كان قبل موته؛ وسماع الأكثرين منه إنما كان قبل تغيره إن شاء الله؛ وقد احتج به مسلم في "صحيحه" من رواية ابن أبي شيبة ومحرز بن عون ويحيى بن أيوب المقابرى كلهم عنه ... وهؤلاء من أقران (داود بن رشيد) راوى الحديث عنه هنا، وقد زعم الحاكم في "المدخل" أن مسلمًا إنما أخرج له في "الشواهد"، وليس كما قال، بل أخرج له حديثًا في "الأصول" [برقم ٤٧٥]. • والحاصل: أن سند الحديث هنا: صالح إن شاء الله؛ وفي الباب: شواهد عن جماعة من الصحابة به نحوه دون لفظه هنا، فراجع "الصحيحة" [٤٨١]، و"الفتح" [١٣/ ٨٤].