قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ ويزيد بن كيسان وإن ضعفه بعضهم؛ إلا أنه صدوق متماسك؛ لكن أنكر العقيلي عليه هذا الحديث، وساقه في ترجمته من "الضعفاء" ثم قال عقب روايته: (لا يتابع عليه) كذا، وليس كما قال؛ بل تابعه عليه بشير بن سلمة أبو إسماعيل الكفوى على نحوه عن أبي حازم عن أبي هريرة به في سياق أتم: عند الطحاوي في "المشكل" [١٣/ ٣٦]، بإسناد صحيح عن ابن عيينة عن بشير أبي إسماعيل به. قلتُ: وهذا إسناد صحيح، وبشير ثقة مشهور من رجال الجماعة إلا البخاري، وقد توبع عليه ابن عيينة عن أبي إسماعيل به نحوه في سياق أطول: عند الحاكم [٢/ ١٩٣]، بإسناده الصحيح إلى زهير بن معاوية عن أبي إسماعيل الأسلمى به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة". قلتُ: بل هو على شرط مسلم وحده، فإن البخاري لم يحتج بأبى إسماعيل أصلًا، ولا أخرج بتلك الترجمة حديثًا قط، ثم قال الحاكم: "إنما أخرج مسلم من حديث شعبة عن أبي إسماعيل عن أبي حازم عن أبي هريرة: أن رجلًا تزوج، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هلا نظرت إليها؟! فقط". قلتُ: وهذا الطريق ليس عند مسلم البتة، بل هو من أوهام الحاكم المعروفة، ثم قال: "وأبو إسماعيل هذا: هو بشير بن سلمان [بالوصل: سليمان، وهو خطأ] وقد احتج جميعًا به". قلت: ما زال الرجل يصر على تلك الدعوى، ولا نزال نحن - نصر على أن أبا إسماعيل لم يخرج له البخاري شيئًا في "صحيحه" فضلًا عن أن يحتج به، واللَّه المستعان لا رب سواه. ٦١٨٧ - صحيح: أخرجه مسلم [١٠٢٠]، وأبو عوانة [٤٨٩٧] و [٤٨٩٨]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم" [٢٢٨٣]، والبيهقي في "سننه" [٧٥٨٩]، وغيرهم من طريق عبيد اللَّه بن عمر الرقى عن زيد بن أبي أنيسة عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة به ... =