للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وإلجام لسانك عن تناولهم بما يقذف بك حيث لا تحب؟! هلا دريت أن من تسعى للذب دونه وعنه هو خصيمك يوم القيامة أيها المفلس؟! وهل ظننت أن مثل: عليّ - رضي الله عنه - يُسَرُّ بما اقترفته في حق أخيه عثمان؟! تاللَّه لقد خسرت حب الرجلين جميعًا، ومالك في أحدهما من نصيب! وليس لحم عثمان - رضي الله عنه - مما تستطيع أنياب أمثالك من السفلة أن تقضمه، بل هو علقم حنظل في حلوق كل شيعى غال أو رافضى بغيض، وقد جرَّد الله لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجالًا ذوى ألَسُن حداد؛ ومطارق شداد، وعُتَد وعتاد؛ يذبون بها عن حريمهم؛ ويطوون بساط كل متجرئ عليهم؛ ويدرأون بها في نحر كل متسلط إليهم؛ أو جاهل بعلياء منازلهم؛ فليجرب كل مجرم متهور حظه من هؤلاء الرجال ما شاء.
وهذا الساقط - أعنى يونس بن خباب - مع كونه آفة الحديث، فقد اضطرب في سنده على ألوان كما يأتي؛ والراوى عنه: ليث بن أبي سليم لم يكن في الحديث بالليث؛ وهو ضعيف مضطرب الحديث على التحقيق، وهو وشيخه من رجال "التهذيب" وباقى رجال الإسناد ثقات مشاهير؛ وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.
وقد عاد الليث: ورواه عن يونس بن خباب فقال: عن أبي علقمة عن أبي هريرة به نحوه مرفوعًا، وأسقط منه (أبا حازم) وأبدله بـ (أبي علقمة)! هكذا أخرجه البزار في "مسنده" [٤/ رقم ٣١٧٥/]، كشف الأستار] بإسناد صحيح إلى الليث به.
قلتُ: وهذا من يونس بن خباب، اضطرب فيه كما أشرنا سابقًا؛ وقد توبع الليث على هذا الوجه عن يونس، تابعه:
١ - منصور بن المعتمر: عند البزار [٤/ ٣١٧٥/ كشف]، والدارقطني في "العلل" [١١/ ١٨٩ - ١٩٠]، من طريق الأشجعي عن الثوري عن منصور به.
قلتُ: وهذا سند صحيح إلى منصور؛ إن كان الأشجعي قد ضبطه عن الثوري، واسمه (عبيد اللَّه بن عبيد الرحمن) ثقة مشهور، وقد خولف فيه الثوري، خالفه شيبان النحوى، فرواه عن منصور عن يونس عن أبي علقمة عن أبي هريرة به موقوفًا، ولم يرفعه، هكذا ذكره الدارقطني في "العلل" [١١/ ١٩٠]، وشيبان ثقة حجة؛ فأشبه أن يكون يونس قد اضطرب فيه كعادته.
٢ - وتابعه: شعبة عن يونس عن أبي علقمة عن أبي هريرة به نحوه مرفوعًا: عند الطيالسي [٢٥٧٩]، ومن طريقه أبو نعيم في "صفة الجنة" [ص ٩٢/ رقم ٦٩/ طبعة دار المأمون]، قال: حدثنا شعبة به. =

<<  <  ج: ص:  >  >>