للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قلتُ: وأصاب في هذا بلا مناقشة، ثم قال.
٢ - يونس: هو ابن يزيد الأيلى، ... كذا زعم، ثم قال: "جرير: هو ابن حازم ... " كذا زعم، ثم قال: "أبو خيثمة: هو زهير بن حرب".
قلتُ: فأين له برواية أبى خيثمة عن جرير بن حازم؟! إنما يروى أبو خيثمة عن (جرير بن عبد الحميد) وهو مذكور في (مشايخه) من ترجمته في "التهذيب" ومتى رأيت أبا خيثمة يروى عن جرير ولا ينسبه، فاعلم أنه ابن عبد الحميد وحسب، ليس سواه أحد، وهو المراد في الإسناد هنا بلا جدال أصلًا.
إنما غر الإمام الألبانى: أنه رأى (جرير بن حازم) مذكور في تلامذة (يونس بن يزيد الأيلى) في ترجمة الثاني من "التهذيب" وكذا رآه في مشايخ الأول أيضًا، وهو معروف بالرواية عنه، ولكن من أين للإمام أن (يونس) في سنده هو (ابن يزيد الأيلى) وهم لم يذكروه في تلاميذ (أبى حازم الأشجعى) ولا ذكروا (أبا حازم) في مشيخة يونس، فأنى له الجزم بذلك؟! بل يونس في سنده: هو ابن خباب: كما جزم به الحافظ في "المطالب" ومثله البوصيرى في (الإتحاف) وكذا وقع منسوبًا عند جماعة أيضًا ...
ثم إن الإمام جعل يشنع جدًّا على حسين الأسد في تعليقه على مسند المؤلف [١١/ ٥٥]، وكذا على المعلق على "صفة الجنة" [ص ٩١ - ٩٢]، لأبى نعيم، لكونهما قد جزما بكون يونس في سنده (هو ابن خباب) ثم أعلاه به، ولم يرض الإمام ذلك، ولَجَّ في الوهم زاعمًا أن يونس بن خباب قد تابع يونس الأيلى على روايته عن أبى حازم، وأن حسين الأسد قد خلط بينهما خلطًا قبيحًا، بل وأخطأ خطأ فاحشًا، ثم جعل يقول: (والواجب في مثل هذا: التأنى والتحرى في شأنهما - يعنى يونس الأيلى وابن خباب - حتى يتمكن من التعرف على شخصيتهما، وإلا وقع في الخطأ ولا بد، كما حصل للمشار إليه ذلك ... ).
كذا قال، وهو الواقع في الخطأ هنا لا محالة، ثم جعل يفذلك خطأ حسين الأسد فيخلطه بين رجلين كلاهما تابع الآخر على رواية هذا الحديث عن أبى حازم، ثم قال بعد أن أثبت متابعة يونس الأيلى ليونس بن خباب أو العكس، قال: (وهذا هو الراجح؛ لأنَّ جرير بن حازم من المعروف من ترجمته أنه يروى عن يونس بن يزيد الأيلى كما تقدم، [كذا، ومن أين له أن يونسًا في سنده هو الأيلى يا عباد الله؟!] فهذا هو ملحظ أولئك الحفاظ الذين صرحوا بصحة =

<<  <  ج: ص:  >  >>