للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هريرة، قال: قال أبو جهلٍ: هل يعفر محمدٌ وجهه بين أظهركم؟ قالوا: نعم، قال: فبالذى نحلف به، لو رأيت ذاك لأطأن على رقبته، قال: فقيل له: هو ذاك يصلى!، فأتاه، زعم ليطأ على رقبته! قال: فما فَجِئَهُ منه إِلَّا وهو ينكص على عقبيه ويتقى بيديه، فانتهى إليه أصحابه فقالوا: ما لك يا أبا الحكم؟! قال: إن بينى وبينه لخندقًا من نارٍ وأجنحةً! فقال نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم -: "وَالَّذِي نَفْسِى بِيَدِهِ، لَوْ دَنَا مِنِّى لاخْتَطَفَتْهُ الملائكَةُ عُضْوًا عُضْوًا"، قال: فأنزل الله: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠)} [العلق: ٩، ١٠] , {أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣)} [العلق: ١٣] , يعنى أبا جهلٍ, {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (١٤)} إلى آخر الآيات [العلق: ١٤] , {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧)} [العلق: ١٧] قومه {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (١٨)} [العلق: ١٨] قال: الملائكة {كَلَّا لَا تُطِعْهُ} [العلق: ١٩] , وأمره بالذى أمره به، قال هريمٌ: قال المعتمر: قال: هذا أبى ذكره عن أبى هريرة أم لا، حين ذكر: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠)} [العلق: ٩، ١٠]


= وعلى كل حال: فدعك من كل هذا، فالحديث محفوظ من رواية المعتمر عن أبيه عن نعيم بن أبى هند عن أبى حازم عن أبى هريرة به ... هكذا رواه عنه مسدد ومحمد بن عبد الأعلى وعبد اللَّه بن معاذ وعارم ويعقوب الدورقى وزكريا بن عدى وغيرهم، ورواياتهم عند مسلم [٢٧٩٧]، والنسائى في "الكبرى" [١١٦٨٣]، وأحمد [٢/ ٣٧٠]، وابن حبان [٦٥٧١]، وأبى القاسم الأصبهانى في "دلائل النبوة" [ص ٦٥، ١٩٢]، والبغوى في "تفسيره" [٨/ ٤٧٩]، والثعلبى في "تفسيره" [١٠/ ٢٤٦]، والبيهقيّ في "الدلائل" [رقم ٤٩٦]، وغيرهم من طرق عن معتمر به ... نحوه، وقد انتهى سياق النسائي عند المرفوع منه فقط.
قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه الطبرى في "تفسيره" [٢٤/ ٥٢٦/ طبعة الرسالة]، لكن وقع عنده خطأ في إسناده، وهو على الصواب في طبعة دار هجر [٢٤/ ٥٣٨/ تحقيق التركى]، ولم ينتبه له المعلق على "مسند أحمد" [١٤/ ٤٢٦/ طبعة الرسالة]، فأوهم أن سليمان التيمى قد توبع عليه عن نعيم بن أبى هند، وليس بشئ، وفى الباب عن ابن عباس به نحوه مختصرًا، فراجع "الصحيحة" [رقم ٣٢٩٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>