قال البيهقيّ: "تفرد به هشام، وهو كذلك ضعيف". قلتُ: بل تالف. الحديث ليس بشئ، وقد تركوه وهجروه، بل شكك أبو حاتم الرازى في سماعه من الحسن أيضًا، فقال: "يقال: إنه أخذ كتاب حفص المنقرى - وهو ثقة معروف - من أصحاب الحسن، فروى عن الحسن، ويقال أنه وقع إليه كتاب يونس بن عبيد عن الحسن؛ فروى عن الحسن" ثم قال أبو حاتم: "وعنده عن الحسن أحاديث منكرة، وهو منكر الحديث". قلتُ: وبه أعله الترمذى - كما يأتى - والحافظ في "أمالى الأذكار" [٣/ ٢٥٩]، أيضًا، وسبقه البيهقيّ كما مضى ... وأقره عليه المناوى في "الفتح السماوى" [٣/ ٩٨٩]. وقد قال الترمذى عقب روايته: "هذا حديث لا نعرفه إِلَّا من هذا الوجه، وهشام أبو المقدام يضعف، ولم يسمع الحسن من أبى هريرة، هكذا قال أيوب ويونس بن عبيد وعلى بن زيد". قلتُ: وهذا هو الذي جزم جماهير أئمة الصنعة كما يأتى بيان ذلك قريبًا إن شاء الله بعقب تخريج هذا الحديث. * والحاصل: أن سند الحديث هنا: فيه علتان: الأولى: الانقطاع بين الحسن وأبى هريرة. والثانية: سقوط (هشام بن زياد) في الرواية. وقد أعله ابن الجوزى بـ (محمّد بن زكريا)! راويه عنده عن عثمان بن الله عن هشام بن زياد به ... ، وهذا إعلال ليس بشئ، لأنَّ للحديث طرقًا أخرى مستقيمة عن هشام بن زياد به ... ؛ فإعلاله به - مع الانقطاع فيه - هو المتعين بلا ريب، وقد غلط ابن الجوزى غلطا آخرًا، فإنه ظن (محمّد بن زكريا) الواقع عنده في سنده: هو الغلابى، فنقل فيه قول الدارقطنى: "يضع الحديث" وليس هو هو، إنما هو (محمّد بن زكريا القرشى الأصبهانى) الشيخ الصالح الصدوق؛ مترجم في طبقات أبى الشيخ ابن حيان [٣/ رقم ٣٤٩]، وقد تكلم في بعض سماعه، فذكره =