للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الذهبى في "الميزان" وكذا الحافظ في "اللسان" [٥/ ١٦٧]، وسماعه من (عثمان بن الله) خاصة، صحيح مستقيم.
فالعجب من السيوطى: مسايرته لابن الجوزى في "اللآلئ المصنوعة" [١/ ٢١٤]، إذ قال عقب ذكر الحديث من تلك الطريق التى أخرجه منه ابن الجوزى، قال: "باطل، محمّد بن زكريا يضع" فانظر لتلك الغفلة التى تابعهما عليها ابن عراق في "تنزيه الشريعة" [١/ ٢٨٩]، دون تحرير لهذا الخبط والخلط، ثم جاء الحافظ ابن كثير، وأورد الحديث في "تفسيره" [٦/ ٥٦١/ طبعة دار طيبة]، من طريق المؤلف به ...
ثم قال: "إسناد جيد" كذا، ولا أدرى من أي وجه أتته تلك الجودة؟! والحديث من هذا الوجه الماضى: ضعيف منقطع كما قاله الصدر المناوى، ونقله عنه صاحب "فيض القدير" [٦/ ٢٠٠]، وتابعه عبد الرؤوف المناوى في "التيسير بشرح الجامع الصغير" [٢/ ٨٤٥/ طبعة مكتبة الشافعي]، فقال: "فيه ضَعْف وانقطاع" وضَعْفُه شديد كما عرفت.
نعم: قد توبع هشام بن زياد على شطره الأول عن الحسن: فرواه غير واحد عن الحسن عن أبى هريرة به ... ولا يصحّ منها شئ إلى الحسن، اللَّهم إِلَّا ما رواه شجاع بن الوليد عن زياد بن خيثمة عن محمّد بن جحادة عن الحسن عن أبى هريرة مرفوعًا: (من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله، غفر له في تلك الليلة) أخرجه الدارمى [٣٤١٧]- واللفظ له - والبيهقيّ في "الشعب" [٢/ رقم ٢٤٦٣، ٢٤٦٤]، وتمام في "فوائده" [٤/ رقم ١٣٥٧/ الروض البسام]، والدارقطنى في "الأفراد" [٥/ قم ٥٠٠٠/ أطرافه/ الطبعة العلمية] والخطيب في "تاريخه" [٣/ ٢٥٣]، وغيرهم من طريقين عن شجاع به.
قال الدارقطنى: "تفرد به شجاع بن الوليد أبو بدر عن زياد بن خيثمة عن ابن جحادة عن الحسن".
قلتُ: وزياد وشيخه ثقتان من رجال "الصحيح" ومثلهما (شجاع بن الوليد) إِلَّا أن بعضهم قد تكلم فيه؛ والتحقيق: أنه صدوق متماسك محدث زاهد؛ فإن كان قد حفظه عن زياد؛ فالإسناد قوى إلى الحسن؛ وهذا أمثل طرقه عن أبى سعيد البصرى كما ذكرنا، ومن الطريق الماضى: أخرجه ابن حبان أيضًا [٢٥٧٤/ إحسان]، إِلَّا أنه قال: (عن الحسن عن جندب) فنقله إلى (مسند جندب) كذا، وليس بشئ، فإما أن يكون ذلك غلطًا من ناسخ الأصل، أو هو من =

<<  <  ج: ص:  >  >>