للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= أوهام ابن حبان المعروفة؟! ولا يُسْتَبعد عليه مثل هذا، فقد رأيت تلميذه الدارقطنى يتعقبه في أشباه ذلك فيما علقته على "المجروحين".
واحتمال أن يكون ذلك من قبيل الاختلاف على شجاع بن الوليد - أو الراوى عنه - في سنده، غير وارد عندى، ثم وقفت عليّ "أمالى الأذكار" [٣/ ٢٥٧ - ٢٥٨]، للحافظ؛ فوجدته: قد عزا الحديث أيضًا من طريق شجاع بن الوليد: إلى ابن مردويه في "تفسيره" ثم ذكر طريق ابن حبان في "صحيحه" وأنه وقع عنده (عن جندب) بدل (أبى هريرة)، ثم قال: (وأخرجه الضياء المقدسى في "المختارة" من طريق ابن حبان، ثم قال: كذا قال: عن جندب، وما أظنه إِلَّا وهمًا) ثم قال الحافظ: "ثم ذكر - يعنى الضياء - رواية محمّد بن نصر من "تفسير ابن مردويه" وكأنه - يعنى الضياء - لم يستحضر طريق الدارمى ولا تمام؛ فهؤلاء ثلاثة من الحفاظ خالفوا رواية ابن حبان؛ لكن لا أدرى: هل الوهم فيه منه - يعنى من ابن حبان - أو من شيخه".
قلت: وشيخه هو (محمّد بن إسحاق بن إبراهيم) الثقفى أبو العباس الحافظ السراج الإمام الثقة المأمون، نعم، قد قال عنه تلميذه ابن حبان في "الثقات" [٩/ ١٢٩]: "يغرب" فربما كان احتمال الحافظ قريبًا؛ إِلَّا أن الوهم فيه من ابن حبان: أظهر عندى.
* والحاصل: فقد ثبت بهذا: صحة رواية الحسن لهذا الحديث عن أبى هريرة به ... ويبقى: أن الحسن لم يسمع من أبى هريرة أصلًا، كما يأتى بسط الكلام عليه قريبًا إن شاء الله.
فإن قلت: قد صرح الحسن بسماع من أبى هريرة في سند المؤلف أمامكم.
قلنا: نعم، لكن الراوى عنه (هشام بن زياد) وهو غير ثقة ولا مأمون، فلو أقسم على سماع الحسن بالأيمان الغلاظ، ما قبلناه منه، والدليل قائم على نَفْى السماع مطلقًا، كما يأتى بيانه.
فإن قلتُ: قد قال الحافظ في "أمالى الأذكار" [٣/ ٢٥٧]، عقب ذكره طريق شجاع بن الوليد عن زياد بن خيثمة عن محمّد بن جحادة عن الحسن عن أبى هريرة به.
قال: "هذا حديث حسن".
قلنا: هذا لا يعنى تحسينه لسنده أصلًا، بل مراده من ذلك: أنه كذلك بطرقه وشواهده، كما هي عادته في إطلاق تلك العبارة، لاسيما في "أماليه"، وليس كما قال أصلًا، على ما يأتى بيانه بعون الله. =

<<  <  ج: ص:  >  >>