للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ثم اعلم: أن الحديث - بشطره الأول - قد اختلف على الحسن فيه على ألوان، فَرُوِىَ عنه عن أبى هريرة به مرفوعًا ... كما مضى ... وأصحها: طريق ابن جحادة عنه كما سبق.
وروى عنه به مرسلًا، ليس فيه أبو هريرة.
وقيل: عنه به مرفوعًا عليه.
ولم يثبت عنه من كل ذلك: إِلَّا ما رواه شجاع بن الوليد عن زياد بن خيثمة عن محمّد بن جحادة عنه عن أبى هريرة مرفوعًا به.
قلتُ: ولهذا الشرط طريق آخر عن أبى هريرة مرفوعًا: (من قرأ ياسين في ليلة غفر له) أخرجه أبو طاهر السلفى في "الطيوريات" [رقم ٦٥٣/ طبعة أضوء السلف]، من طريق أبى يعلى - وهذا في "معجمه" [رقم ٥٢] لكن عنده: "من قرأ الآيتين،" بدل "من قرأ ياسين" - يعنى محمّد بن الأزهر عن محمّد بن كثير عن مخلد بن الحُسين عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبى هريرة به.
قلتُ: وهذا إسناد ساقط، ومحمد بن كثير: هو ابن أبى عطاء الثقفى؛ وهو شيخ مختلف فيه، والتحقيق: أنه منكر الحديث كما قاله الإمام أحمد، وكان كثير الانفراد عن الثقات، بما لا يتابعه عليه الأثبات، وهو من رجال "السنن" وقد ذكر بعضهم: أنه اختلط بأخرة أيضًا، فكأنه حَدَّث بهذا الحديث في ذلك الحين، ولعله تَلَقَّنه، إذ ليس له أصل من حديث هشام بن حسان ولا ابن سيرين بمثل ذلك اللفظ الذي جاء به، وباقى رجال الإسناد ثقات؛ ومحمد بن الأزهر: هو الجوزجانى الثقة المأمون؛ وقد تُكُلَّم فيه بما لا يضر - حديثه أصلًا، فراجع ترجمته من "الميزان" ولسانه [٥/ ٦٤٠]، على أنه لم ينفرد به عن محمّد بن كثير: بل تابعه عليه على بن ميمون الرقى - وهو ثقة صدوق - كما ذكره ابن أبى حاتم في "العلل" [رقم ١٦٩٢]، ونقل عن أبيه أنه قال عن هذا الحديث: "حديث باطل، إنما رواه جسر - وهو ابن فرقد الضعيف المشهور - عن الحسن عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا".
قلتُ: كأن أبا حاتم لم يبلغه رواية غير واحد عن الحسن عن أبى هريرة به موصوْلًا، وأصحها: طريق شجاع بن الوليد عن زياد بن خيثمة عن محمّد بن جحادة عن الحسن به.
وهذا إسناد صالح إلى الحسن كما مضى بيان ذلك؛ وقد رأيت السيوطى قال عن هذا الطريق في "اللآلى المصنوعة" [١/ ٢١٤]: "هذا إسناد على شرط الصحيح" كذا قال، وهو تساهل منه =

<<  <  ج: ص:  >  >>