للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= بلا ريب، إذ ليس في "الصحيح" حديث لتك الترجمة قط، مع كون الحسن لا يصحّ له سماع من أبى هريرة أصلًا، على ما يأتى بيانه؛ فمتى كان الانقطاع في الأسانيد لا يُؤْبَه له في شرط "الصحيح"؟! وكم للجلال السيوطى أمثال تلك الإطلاقات الفاسدة،؟.
وللحديث - بشطريه شواهد عن جماعة من الصحابة به نحو لفظه هنا، وكلها كاسدة واهية لا يصح منها شئ البتة، بل هي مناكير على التحقيق، وقد رأيت الدارقطنى في "العلل" [١٠٢٦٩/ ٢٦٧]، قد ساق طرقًا من الاختلاف في هذا الحديث على الحسن البصرى، ثم قال: "وليس فيها شئ ثابت".
قلتُ: وهو كما قال .. وكذا الحال في شواهده أيضًا. واللَّه المستعان.
• تنبيه مهم: قد اختلف حول سماع الحسن البصرى من أبى هريرة، فأشار إلى ثبوته صاحبه قتادة، وهو الذي جزم به الحافظ موسى بن هارون الحمال، وجمهور النقاد على عدم سماعه منه، جزم بذلك كبار أصحاب الحسن نفسه، مثل أيوب وعلى بن زيد ويونس بن عبيد وزياد الأعلم وغيرهم؛ وتابعهم على ذلك: بهز بن أسد ويحيى بن معين وعلى بن المدينى وأبو حاتم وصاحبه ومحمد بن يحيى الذهلى والترمذى والنسائى وأبو حاتم بن حبان والدارقطنى وغيرهم من الأئمة الأعلام؛ بل قال يونس بن عبيد: "ما رآه قط".
فإن قيل: قد ورد من غير وجه عن الحسن تصريحه بالسماع من أبى هريرة، روى ذلك عنه الثقات والضعفاء.
قلنا: قد قال أبو زرعة الرازى كما في "المراسيل" [ص ٣٦]: "لم يسمع الحسن من أبى هريرة ولم يره، فقيل له: فمن قال: حَدَّثَنَا أبو هريرة؟! قال: يخطئ" وكذا جزم بذلك غيره أيضًا، بل قال المناوى في "الفيض" [٦/ ٢٦٠]: "كل مسند جاء فيه التصريح بسماعه منه - يعنى الحسن عن أبى هريرة - وهم".
قلتُ: والنقاد هؤلاء: قد خبروا الأسانيد، وشاهدوا الأصول، ووقفوا على خبايا الزوايا، مع المعرفة التامة بأحوال الرواية والنقلة وتفقد سماعهم، والتصريح بالسماعات في غضون الأسانيد: وإن كان من أمارات السماع وصحته للراوى عن شيخه؛ إِلَّا أنه ليس مقبولًا على إطلاقه، لاحتمال أن يكون ذلك التصريح غير محفوظ، أو غلطًا من بعضهم، ولذلك ترى حذاق النقاد ربما يعلون إسنادًا بالانقطاع، مع كونه مسلسلًا بذكر السماع فيه، وفى هذا يقول =

<<  <  ج: ص:  >  >>