قلتُ: ومثل هذا: وقع في جملة روايات ذُكِرَ فيها سماع الحسن من أبى هريرة، منها هذا الحديث كما وقع في سند المؤلف، ومنها الحديث الآتى [برقم ٦٢٣٧]، فاستدراك مثل تلك الروايات على حذاق النقاد في صدد إثبات سماع الحسن من أبى هريرة؛ لا يصدر إِلَّا ممن لم يهضم تصرفات هؤلاء الأئمة الحفَظَة في مرويات النقلة وأحوالهم. ثم لو ثبت ما في تلك الروايات من تصريح الحسن بالسماع والتحديث من أبى هريرة، لما كان ذلك مقبولًا أيضًا، لأنَّ الحسن كان له مذهب في التدليس خفيّ، أفصح عنه البزار بقوله: "سمع الحسن البصرى عن جماعة، وروى عن آخرين لم يدركهم؛ وكان يتأول فيقول: حَدَّثَنَا، وخطبنا، يعنى قومه الذين حُدِّثوا وخوطبوا بالبصرة" فما يدرينا؟! فكأنه فعلها مع أبى هريرة أيضًا كما فعلها مع ابن عباس وغيره، هذا على التسليم بصحة تحديثه عنه؛ فكيف وكل ذلك خطأ وأوهام؟! وقد استوفينا المقام حقّه بشأن سماع الحسن من أبى هريرة: في كتابنا الكبير "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار". ويأتى بعض ذلك عند الكلام على الحديث الآتى [برقم ٢٦٣٧] ... وما ذكرناه هنا تذكرة وحسب ... واللَّه المستعان لا رب سواه. ٦٢٢٥ - صحيح المرفوع منه: أخرجه الطيالسي [٢٤٦٨]، وابن أبى شيبة [٧٧٧٠]، والبخارى في "تاريخه" [٢/ ٣٤/ ترجمة أنس بن حكيم]، إشارة، وأبو الشيخ في "الطبقات" [٢/ ٣٣٩]، =