للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= والبيهقيّ في "الشعب" [٣/ رقم ٣٢٨٣]، وغيرهم من طرق عن أبى الأشهب جعفر بن حيان عن الحسن البصرى عن أبى هريرة به نحوه .. وفى سياق ابن أبى شيبة: اختصار؛ وهو عند أبى النسخ إشارة مع الفقرة الأولى المرفوعة منه فقط، وليس عنده ولا عند البخاري: السياق الموقوف في أوله.
قلتُ: هكذا رواه وكيع وشيبان والطيالسى وغيرهم عن أبى الأشهب، وخالفهم محمّد بن يزيد الواسطى الكلاعى، وهو ثقة حجة، فرواه عن أبى الأشهب فقال: عن نافع عن أبى هريرة بنحو المرفوع منه فقط، فأبدل (الحسن) بـ (نافع) هكذا أخرجه ابن عدى في "الكامل" [٢/ ١٣٧]، من طريق أحمد بن الحُسين الصوفى عن محمّد بن حرب النشائى عن محمّد بن يزيد به.
قلتُ: هذه مخالفة لا تثبت بهذا الإسناد، والراوى عن محمّد بن حرب متكلم فيه، فراجع ترجمته في "تاريخ مدينة السلام" [٤/ ٩٨]، ثم على التسليم بصحة الإسناد إلى محمّد بن يزيد الواسطى، فهو من أوهامه - على ثقته وأمانته - والصحيح (عن أبى الأشهب عن الحسن عن أبى هريرة) كذا قاله الدارقطنى في "العلل" [٨/ ٢٤٧].
ثم إن أبا أحمد الجرجانى قد ساق الحديث في ترجمة (جعفر بن الحارث أبى الأشهب الكوفى) من كتابه "الكامل"، وهذا من أغلاطه المكشوفة، فإن الذي يرويه عن الحسن: هو جعفر بن حيان أبو الأشهب العطاردى الثقة المأمون؛ هذا زيادة عن كون جعفر بن الحارث متأخرًا عن صاحبنا هنا؛ ولا تعرف له رواية عن الحسن أصلًا.
* فالحاصل: أن المحفوظ في هذا الإسناد: هو ما رواه الجماعة عن أبى الأشهب العطاردى عن الحسن البصرى عن أبى هريرة به.
• وهذا إسناد معلول من وجهين:
الأول: الانقطاع بين الحسن وأبى هريرة؛ فهو لم يسمع منه؛ ولا يصحّ له عنه شئ البتة، كما جزم بذلك حذاق النقاد؛ وأئمة هذا الشأن على ما مضى ونقلناه في ذيل الحديث الماضى ...
فإن قلتُ: قد روى عباد بن ميسرة هذا الحديث عن الحسن البصرى فقال: (حَدَّثَنَا أبو هريرة عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -) وصرح بسماع الحسن من أبى هريرة، كما علقه عنه البخارى في "تاريخه" [٢/ ٣٤].
قلنا: قد قال البخارى عقب هذا الطريق: "لا يصحّ سماع الحسن من أبى هريرة في هذا". =

<<  <  ج: ص:  >  >>