قلتُ: وليس في إسناده سوى أن الحسن لم يصحّ له سماع من أبى هريرة أصلًا، كما جزم بذلك حذاق النقاد من أئمة هذا الشأن، فراجع ما علقناه بذيل الحديث الماضى [برقم ٦٢٢٤]. فإن قلتُ: قد روى ربيعة بن كلثوم هذا الحديث عن الحسن، وصرح بسماعه من أبى هريرة، كما أخرجه البخارى في "تاريخه"، وابن سعد في "الطبقات" [٧/ ١٥٨]، وابن أبى حاتم في "المراسيل" [ص ٣٦] كلهم بإسناد صحيح إلى ربيعة به ... قلنا: قد كفانا أبو حاتم الرازى مؤنة هذا الأمر! فقال عقب روايته كما في (المراسيل): (لم يعمل ربيعة بن كلثوم شيئًا، لم يسمع - يعنى الحسن - من أبى هريرة شيئًا ... ). قلتُ: وربيعة هذا شيخ قوى الحديث من رجال مسلم؛ إِلَّا أن النسائي قد قال: "ليس بالقوى" فالظاهر أن هذا من ذاك، يعنى أنه غلط في ذكره السماع بين الحسن وأبى هريرة. ثم اعلم يا رعاك الله: أن الحديث صحيح محفوظ دون الفقرة الأخيرة، (والغسل يوم الجمعة) فإن الصواب مكانها: (وركعتى الضحى) أو (وصلاة الضحى)؛ فإن الحسن - يرحمه الله - كان ربما أوهم وأبدل الثانية بالأولى، فقد أخرج عبد الرزاق [٦٤١٨، ٤٨٥٠، ٧٨٧٥]، وعنه أحمد [٢/ ٢٧١، ٤٨٩]، والبخارى في "تاريخه" [٤/ ١٥]، من طرق عن قتادة عن الحسن عن أبى هريرة قال: (أوصانى رسول االَّه - صلى الله عليه وسلم - بثلاث لست بتاركهن في حضر ولا سفر: نوم على وتر، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتى الضحى) ثم قال قتادة: "ثم أوهم الحسن بعد ذلك، فجعل مكان "ركعتى الضحى": "غسل يوم الجمعة" هذا لفظ عبد الرزاق. =