قلتُ: تسامح بشأن داود، وإلا فهو ليس يساوى شيئًا. وللحديث: طرق أخرى عن أبى هريرة به مثله ... أصحها: ما أخرجه أبو عوانة [٦٤٣]، من طريق القاضى أبى العباس البرتى قال: ثنا الحكم بن موسى قال: ثنا هقل عن هشام بن حسن عن محمّد بن سيرين عن أبى هريرة به مثله ... إِلَّا أنه قال: (إِلَّا بوضوء) بدل: (طهور). قلتُ: وهذا إسناد صحيح للغاية، رجاله كلهم أثبات رجال"الصحيح" سوى القاضى البرتى: وهو ثقة مأمون جليل الشأن؛ له ترجمة حسنة في "سير النبلاء" [١٣/ ٤٠٧ - ٤١٠]، وللَّه الحمد ... وفى الباب عن جماعة من الصحابة: مضى منها حديث أنس [برقم ٤٢٥١]، وحديث ابن عمر [رقم ٥٦١٤، ٥٦٧٧]، واللَّه المستعان. ٦٢٣١ - ضعيف: أخرجه أحمد [٢/ ١٦٢]، والطبرانى في "الأوسط" [٧/ رقم ٧٦١١]، وابن سمعون في "أماليه" [رقم ١١٦]، وغيرهم من طرق عن عباد بن راشد عن الحسن البصرى عن أبى هريرة به. قال الهيثمى في "المجمع" [١٠/ ٦٢٤]: "فيه عباد بن راشد، وَثَّقَهُ أبو حاتم وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح". قلتُ: هذا الشيخ ما وَثَّقَهُ أبو حاتم أصلًا، إنما قال عنه: "صالح الحديث" وأين هذا من ذاك التوثيق المطلق الذي لا يخرج من فم أبى حاتم إِلَّا بشق الأنفس؟! وعباد هذا: هو ابن راشد البصرى التميمى؛ وهو مختلف فيه كما أشار الهيثمى؛ إِلَّا أنه متماسك إن شاء الله، وقد أخرج له البخارى مقرونًا مع غيره؛ وهو من رجال أبى داود والنسائى وابن ماجة؛ وإطلاق توثيقه من المتأخرين، ليس بجيد؛ كما فعل البوصيرى في "إتحاف الحيرة" [٨/ ٦٣]، حيث قال عقب ذكره هذا الحديث: "رواه أبو يعلى الموصلى وأحمد بن حنبل، ورواته ثقات". =