للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَى خَيْرٍ، ثُمَّ تَجِئُ الصَّدَقَةُ، فَتَقُولُ: أَىْ رَبِّ، إنَى الصَّدَقَةُ، فَيَقُولُ: إنَّكِ عَلَى خَيْرٍ، وَيَجِئُ الصِّيَامُ، وَتَجِئُ الأَعْمَالُ كذَلِكَ، فَتَقُولُ: أَىْ رَبِّ، وَيَجِئُ - أحْسَبُهُ قَالَ: الإِسلامُ، فيقولُ: أي رَبِّ أَنْتَ السَّلامُ، وَأَنَا الإسْلامُ، فَيَقُولُ الله: إنَّكَ عَلَى خَيْرٍ، بِكَ آخَذُ الْيَوْمَ وَبِكَ أُعْطِى"، ثم قال الحسن: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: ١٩]، {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٨٥)} [آل عمران: ٨٥].


= وعلة الحديث: إنما هي في كون الحسن لم يصحّ له سماع من أبى هريرة أصلًا، وبهذا أعله عبد الله بن أحمد الإمام بن الإمام، فقال عقب روايته هذا الحديث عن أيبه في "المسند": "عباد بن راشد ثقة؛ ولكن الحسن لم يسمع من أبى هريرة".
وهذا الكلام قد استشكله الإمام الألبانى، فقال في "الضعيفة" [١٢/ ٦١٣]: "يبدو أن توثيق عبد الله أحمد لعباد هذا؛ يتنافى مع جزمه بأن الحسن لم يسمع من أبى هريرة ... " ثم قال: (ولو كان عباد ثاقة دون ضعف فيه؛ لكان ينبغى أن يلحق هذا الحديث بحديث "المختلعات" ... ".
يعنى في صحة سماع الحسن له من أبى هريرة، وقد سبقه الهيثمى إلى ذلك الإشكال في كلام عبد الله بن أحمد السابق، فقال في "غاية المقصد" [٢/ ٣٠٣٣]، بعد حكاية مقالة عبد الله: (قلتُ: وقد وثق عباد بن راشد، وأبو سعيد ثقة أيضًا - يعنى راويه عن عباد عند أحمد - وقد قال الحسن: "حَدَّثَنَا أبو هريرة إذ ذاك ونحن في المدينة" فكيف يقول هذا؟! " يعنى؛ إذا كان عباد هذا ثقة عند عبد الله بن أحمد؛ وصرح بسماع الحسن من أبى هريرة في هذا الحديث؛ فكيف يجزم عبد الله بكون الحسن لم يسمع من أبى هريرة؟! "مع كونه يرى تصريح الحسن بالتحديث أمام عينيه؟! هكذا يقول الهيثمى وغيره من المتأخرين، كأن الثقة عندهم معصوم من الغلط والوهم! فعلى تسليم القول بثقة (عباد بن راشد) مطلقًا، فالظاهر: أن عبد الله بن أحمد يخطئه في تصريحه بسماع الحسن من أبى هريرة، لأنَّ الحفاظ تكاد تكون كلمتهم متفقة على عدم سماع الحسن من أبى هريرة البتة، وقد كانوا يغلطون جماعة أوثق وأتقن من (عباد بن راشد) صرحوا في أحاديثهم بسماع أبى سعيد البصرى من عبد الرحمن بن صخر، ويحملون ذلك على الخطأ والوهم، فكيف وعباد بن راشد فيه كلام مشهور؟! فاحتمال غلطه في هذا أظهر من غيره.
ثم إن الحسن البصرى كان له مذهب خَفِيّ في التدليس، فيقول: (حَدَّثَنَا ابن عباس) ويقصد =

<<  <  ج: ص:  >  >>