للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٢٤٧ - حَدَّثَنَا بشر بن الوليد، حدّثنا شريكٌ، عن ليثٍ، عن طاوسٍ، عن أبي يرة، يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يُبْعَثُ النَّاسُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ".


= وغيرهم من طرق عن عبد الرزاق - وهذا في "مصنفه" [١٦١١٨]- عن معمر عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة به .. وعند النسائي وابن حبان والطحاوى: (فقد استثنى) بدل: (لم يحنث) وعند ابن ماجه (فله ثنياه .. ).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ابن طاوس إلا معمر".
قلتُ: وقد غلط فيه معمر، واختصره من حديثه الطويل عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا ... في قصة سليمان بن داود - عليهما السلام - (لأطوفن الليلة على سبعين امرأة تلد كل امرأة غلامًا يقاتل في سبيل الله، فطاف عليهن فلم تلد امرأة منهن إلا امرأة نصف غلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو قال: إن شاء الله؛ لكان كما قال) هكذا جزم البزار؛ وقبله نقل الإمام أحمد عقب روايته عن عبد الرزاق أنه قال: (هو اختصره، يعنى معمرًا).
وخالف في هذا البخارى وابن معين، وجزما بكون عبد الرزاق هو الذي أخطأ فيه واختصره، وسواء كان المخطئ هذا أو ذلك، فالحديث معلول على كل حال، لكن نازع في هذا جماعة من المتأخرين، وصححوا الحديثين جميعًا، وردُّوا تخطئة مَنْ خطأ عبد الرزاق أو شيخه في اختصاره الحديث الأول من الثاني، وشغب بعضهم في ذلك بما تعقبناه عليهم في "غرس الأشجار" وكذا في "إيقاظ العابد بما وقع من الوهم في تنبيه الهاجد" .. وللَّه الحمد.
وقد صح الحديث الأول: من رواية ابن عمر مرفوعًا نحوه: عند الخمسة وأحمد وجماعة كثيرة؛ لكن اختلف في رفعه ووقفه، والوجهان: محفوظان كما حققناه في "غرس الأشجار" واللَّه المستعان.
٦٢٤٧ - صحيح: أخرجه ابن ماجه [٤٢٢٩]، وأحمد [٢/ ١٣٩٢] والقضاعى في "الشهاب" [١/ رقم ٥٧٨]، وتمام في "فوائده" [رقم ٢٣٧]، وغيرهم من طرق عن شريك القاضى عن الليث بن أبي سليم عن طاوس عن أبي هريرة به نحوه.
قلتُ: وهذا إسناد واه، فيه الليث وشريك، وكلاهما سيئ الحفظ، والليث أضعف الرجلين، بل كان منكر الحديث، وفد اضطرب هو أو شريك في رفعه، فقال: أبو حاتم الرازى كما في "العلل" [رقم ٢١٤٤]: "لم يرو هذا الحديث عن شريك عن ليث مرفوعًا، وروى غير شريك موقوفًا" فالإسناد معلول كما ترى؛ ومع هذا: فقد حسَّنه العراقى في "المغنى" [٣/ رقم ٢١]، =

<<  <  ج: ص:  >  >>