قلتُ: وبالرقاشى وحده: أعله البوصيرى في "مختصر إتحاف الخيرة" [١/ ١٢٥/ رقم ٢٣٧]، فقال: "رواه أبو يعلى من طريق يزيد الرقاشى، وهو ضعيف" وهذا قصور منه أيضًا، مع تسامح في شأن الرقاشى. ١ - أما القصور: فهو غفلته عن زيادة الإعلال بما مضى ويأتى!. ٢ - وأما التسامح: فإن يزيد بن أبان الرقاشى: شيخ واه على التحقيق، بل تركه بعضهم أيضًا، وكان صاحب مناكير واضطراب ما شاء الله، هذا مع الزهد والورع، راجع ترجمته من "التهذيب وذيوله" وفى إسناد الحديث علل أخرى، منها: ١ - أشرس بن الحسن: هو ابن أبى الحسن الزيات البصرى، ترجمه ابن عدى في "الكامل" [١/ ٤٣٢]، وساق له عدة أخبار منها هذا الحديث، ثم قال: "وأشرس هذا: لا أعرف له: من الرواية إلا أقل من عشرة أحاديث، وأرجو أنه لا بأس به". قلتُ: ابن عدى كثيرًا ما يقول في الراوى تلك العبارة: "لا بأس به" ويعنى أنه صدوق في نفسه لا يكذب، كما نَبَّه على هذا المعلمى اليمانى في بعض تعاليقه على (الفوائد المجموعة/ للشوكانى) وهذا الأشرس: لم يذكروا من الرواة عنه سوى ثلاثة نفر أو أقل، وانفرد ابن حبان بذكره في "الثقات" [٨/ ١٣٥]، فقال: "شيخ يروى عن سيف، روى عنه المعتمر بن سليمان". قلتُ: وهذا يشير إلى عدم معرفته به أصلًا، ثم عاد وترجمه في موضع آخر [٦/ ٨١] وقال: "أشرس بن الحسن المازنى: يروى عن يزيد الرقاشى، روى عنه ابن المبارك". قلتُ: وهما واحد إن شاء الله، والمازنى ترجمه البخارى في "تاريخه" [٢/ ٤٢]، وقال: (سمع يزيد الرقاشى، روى عنه ابن المبارك) وعنه أخذ ابن حبان: ترجمة الرجل، وهكذا ترجمه ابن أبى حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" [٢/ ٣٢٢]، إلا أنه لم يذكر نسبته (مازنيًا) إنما قال: (أشرس بن الحسن ... ) وحسب، فالحاصل: أن أشرس هذا: شيخ ليس بالحجة، وإنما يكتب حديثه وينظر فيه!. ٢ - وشيخه (سيف) وما سيف؟! ومن يكون سيف؟! لا أدرى من أي أهل الأرض يكون هذا =