للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: "أَعَلَى دَرَجَةٍ فِي الجَنَّةِ، لَيْسَ يَنَالُهَا إِلا رَجُلٌ وَاحِدٌ مِنَ النَّاسِ، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ".


= وإسماعيل القاضى في "فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -" [٤٦]، والمزى في "تهذيبه" [٢٤/ ١٩٨]، وغيرهم من طرق عن الليث بن أبى سليم عن كعب عن أبى هريرة به نحوه ... وليس عند الترمذى: الجملة الأولى المتعلقة بالصلاة، وليس عند عبد الرزق وعنه أحمد قوله: (فإن صلاتكم عليَّ زكاة لكم) ولفظهما في أوله: (قال: إذا صليتم عليَّ فسلوا الوسيلة ... ) ولفظ الباقين في أوله، (صلوا عليَّ، فإن صلاة أحدكم عليَّ زكاة ... ) وفى رواية لأحمد [٢/ ٣٦٥]، نحو سياق المؤلف هنا، لكن باختصار.
قال الترمذى: "هذا حديث غريب إسناده، ليس بالقوى، وكعب ليس هو بمعروف، ولا نعلم أحدًا روى عنه غير ليث بن أبى سليم".
قلتُ: وكذا جزم بجهالته: أبو حاتم الرازى كما في ترجمته من "الجرح والتعديل" [٧/ ١٦١]، وسئل عنه الإمام أحمد فقال: "لا أدرى من هو؟! " نقله عنه ابن رجب في "الفتح" [٤/ ٤٩٩]، وجهله أيضًا: المزى وابن حجر وغيرهما؛ والراوى عنه (الليث بن أبى سليم) ضعيف مختلط صاحب مناكير، وبه وحده: أعله البوصيرى في "مختصر الإتحاف" [٩/ ١٧٥/ رقم ٥٢٦٧]، وهو قصور منه بلا ريب، شاركه فيه صاحبه الهيثمى في "المجمع" [٢/ ٣٤٠]، إلا أنه جازف وقال: "فيه ليث بن أبى سليم، وهو ثقة مدلس".
قلتُ: وتوثيقه الليث مطلقًا، يدل على أنه لا يعرف حقيقة الليث أصلًا، كأنه ما نظر ترجمته في "تهذيب الكمال" لشيخ شيوخه أبى الحجاج المزى، وليس الهيثمى مستقر الرأى في الليث على خطة واحدة، بل تراه يضطرب في حاله على ألوان، كما كان يفعل مع ابن لهيعة وبعضهم، يضعفه تارة، ويوثقه أخرى، وربما توقف فيه، فلم يسبق بذلك قط، كما نبه على هذا صاحبه الشهاب ابن حجر في مواضع من "مختصر زوائد البزار" ...
ثم إن الليث قد اختلف عليه في سنده، فرواه عنه محمد بن فضيل وشريك القاضى وسعيد بن زيد بن درهم والثورى وجرير بن عبد الحميد وغيرهم كلهم على الإسناد الماضى ... وخالفهم أبو الأحوص سلام بن سليم - الثقة الثبت - فرواه عن الليث فقال: عن الليث عن رجل عن أبى هريرة به نحوه ... ، أخرجه هناد في "الزهد" [١/ رقم ١٤٦]، فهذان لونان من الاختلاف على ليث في سنده، ولون ثالث، فرواه عنه معتمر فقال: عن ليث عن كعب به نحوه مرسلًا، =

<<  <  ج: ص:  >  >>