قلتُ: هكذا رواه أصحاب يحيى القطان عنه، وخالفهم محمد بن سنان الباهلى، فرواه عن يحيى القطان عن عبيد الله عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة به نحوه. . . دون الفقرة المتعلقة بيوسف - عليه السلام - فأسقط منه قوله: (عن أبيه) بين المقبرى وأبى هريرة، هكذا أخرجه ابن حبان [٦٤٨]، من طريق ابن سنان به. قلتُ: وقول الجماعة عن يحيى القطان هو الأصح، ومحمد بن سنان وإن كان ثقة ثبتًا من رجال البخارى ما، إلا أنه لا يقوى على مخالفة الإمام أحمد وابن المدينى وغندر وعمرو الفلاس ومحمد بن المثنى وغيرهم ممن رووه عن يحيى على الوجه الأول. . . وهو المحفوظ، لكن خولف يحيى القطان فيه هذا الوجه المحفوظ عنه، خالفه عبدة بن سليمان وأبو أسامة ومعتمر بن سليمان وابن نمير وغيرهم، كلهم رووه عن عبيد الله العمرى عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة به نحوه. . .، ولم يذكروا واسطة بين المقبرى وأبى هريرة. هكذا أخرجه البخارى [٣١٩٤، ٣٢٠٣، ٤٤١٢]، وابن أبى شيبة [٢١٩١٩]، والنسائى في "الكبرى" [١١٢٥٠]، والمؤلف [برقم ٦٥٦٢]، والطحاوى في "المشكل" [٥/ ١٣٤]، والبغوى في "شرح السنة" [١٣/ ١٢٥]، وفى "تفسيره" [٧/ ٣٤٩/ طبعة دار طيبة]، وابن عبد البر في "جامع البيان" [١/ رقم ٥٢/ طبعة دار الريان]، وغيرهم من طرق عن عبيد الله به. قلتُ: وقد نظر أهل العلم في هذا الاختلاف، أما الدارقطنى: فإنه رجح الوجه الأول، وقال في "العلل" [٨/ ١٣٥]: "والقول قول يحيى بن سعيد"، وأما البخارى: فالظاهر أنه يصحح الوجهين جميعًا، وهذا هو الأظهر عندى، فإن الليث بن سعد قد رواه عن أبى معشر المدني عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة به .. مثل رواية الجماعة عن عبيد الله العمرى، أخرجه ابن عبد البر في "جامع البيان" [١/ رقم ٥٣]، بإسناد صحيح إلى الليث به. قلتُ: وللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به نحوه.