قلتُ: هو كما قال، وأبو خالد الدالانى في سنده: هو يزيد بن عبد الرحمن الكوفى، ذلك الشيخ الضعيف المعروف، وقد وثقه جماعة، إلا أن ممارسة حديثه تدل على صدق قول من ضَعَّفه، قد كان كثير الوهم، فاحش الخطأ، مع مخالفته الثقات والأثبات في كثير من رواياته، منها هذا الحديث هنا، فقد خالفه فيه خالد بن أبى يزيد الحرانى الثقة المشهور، فرواه عن ابن أبى أنيسة فقال: عن مالك بن أنس عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة به نحو سياق المؤلف، فزاد فيه مالك بن أنس بن زيد والمقبرى. هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط" [٢/ رقم ٦٨٣]، وأبو نعيم في "الحلية" [٦/ ٣٤٣]، وأبو على الصورى في تخريجه (الفوائد العوالى/ لأبى القاسم التنوخى) [ص ١٣٨]، والذهبى في "التذكرة" [٤/ ١٤٠٩]، وأبو الشيخ الأصبهانى في "ذكر رواية الأقرن" [ص ٧٤/ رقم ٢٤٣]، كما ذكره صاحب (تخريج الأحاديث المعلولة في "الحلية" وغيرهم من طريق محمد بن سلمة الباهلى عن خالد بن أبى يزيد به. قال أبو نعيم: "صحيح في "الموطأ"، غريب من حديث زيد عن مالك" وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن زيد إلا أبو عبد الرحيم، تفرد به محمد بن سلمة". قلتُ: هكذا رواه محمد بن سلمة مرة؛ ورواه مرة أخرى بإسناده به .. فزاد فيه قوله: (عن أبيه) بين سعيد المقبرى وأبى هريرة، هكذا أخرجه ابن حبان [٧٣٦٢]، وأبو بكر بن المقرئ في "المنتخب من غرائب أحاديث مالك بن أنس" [ص ٤٢/ رقم ٧]، كما ذكره صاحب (تخريج الأحاديث المعلولة في "الحلية") والخطيب البغدادى كما في "سير النبلاء" [٨/ ١٢١/ ترجمة مالك]، وغيرهم من طريق محمد بن سلمة به. قلتُ: الناهض عندى: أن زيد بن أبى أنيسة قد اضطرب في سنده، ولم يضبط متنه عن مالك، فهو وإن كان أحد الثقات المشاهير، إلا أن الإمام أحمد قد سئل عنه فقال: "حديثه حسن مقارب، وإن فيها لبعض النكرة" وسئل عنه مرة: "فحرك بيده وقال: صالح، وليس هو بذلك" فلعل هذا من ذاك، فإنه قد خولف في سنده ومتنه عن مالك. فرواه الثقات الأثبات عن مالك عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة مرفوعًا: (من كانت عنده مظلمة لأخيه، فليتحلله منها؛ فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته؛ =