ورأيت الحافظ قد جزم بضعفه في "الإصابة" [١/ ٣١٨]، فقال: (هو ضعيف) ثم أغرب وقال في "الفتح" [١٠/ ٤٣٦]، بعد أن عزا هذا الحديث للمؤلف: "ورواته لا بأس بهم" كذا، وقد عرفت أن (عبد السلام بن عجلان) فيه بعض البأس، وبه أعله البوصيري في "إتحاف الخيرة" [٥/ ١٧٩]، فقال: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لضعف عبد السلام بن عجلان ... ". وقد أصاب في هذا؛ إلا أن صاحبه الهيثمي جعل يقول في "المجمع" [٨/ ٢٩٦]: "رواه أبو يعلى، وفيه عبد السلام بن عجلان، وثقه أبو حاتم وابن حبان وقال: "يخطئ ويخالف" وبقية رجاله ثقات". قلتَ: كذا زعم أن أبا حاتم وثقه، وليس بشيء، فإن أبا حاتم ما زاد على قوله في حق الرجل: "شيخ بصرى، يكتب حديثه" وهذه عبارة في التضعيف معروفة عند هذا الإمام؛ ولكن أنى للهيثمى إدراك هذا؟! وله مع عبارات أبي حاتم في الجرح والتعديل: مواقف يُسْتَدل بها على معرفة الرجل باصطلاحات أهل الفن في هذا المضمار. نعم: ربما يكون وقع في عبارة الهيثمي بعض تحريف يدرأ عنه سهام الملام، فربما كان حرف (الواو) بين (وثقه أبو حاتم) وقوله (ابن حبان) مقحمًا من الناسخ سهوًا، وتكون صواب العبارة: (وثقه أبو حاتم بن حبان ... ) هذا محتمل. ويؤيده؛ أن الهيثمي قد ذكر هذا الرجل في موضع آخر من "المجمع" [٤/ ١٤٢]، وقال: "قال أبو حاتم: يكتب حديثه ... " ولم يحك عنه توثيقه، ومما يدل على ضَعْف عبد السلام بن عجلان: أنه اضطرب في سند هذا الحديث، فرواه عنه مسروق بن سعيد - مولى قريش - ويعقوب بن إسحاق الحضرمي كلاهما على الوجه الماضي، وخالفهما حجاج بن نصير - من=