قلتُ: هذا إسناد واه، مسلسل بالضعفاء: الأول: شيخ المؤلف (سفيان بن وكيع) وكان صدوقًا في الأصل؛ إلا أنه لم يراع حق أبيه والدين، فترك وراقًا له يعبث بأصوله ويدخل فيها ما ليس منها، فكلمه النقاد في ذلك فلم يسمع لهم، ونصحوه فلم ينتصح، وزجروه فلم ينزجر، فسقط حديثه إلى الأبد، وهو من رجال ابن ماجه والترمذى؛ وبه أعله: الهيثمى في "المجمع" [٩/ ١١٤]، والبوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٧/ ٧١]. لكن سفيان لم ينفرد به، بل تابعه على نحوه: القاسم بن عمرو بن محمد العنقزى عن جميع به ... أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" [١٣/ ٢٧٧ - ٢٧٨]، من طريق الحسين [وتصحف عنده إلى "الحسن"] بن عمرو العنقزى عن أخيه القاسم به. قلتُ: وهذه متابعة لا تثبت، والحسين العنقزى قال عنه أبو حاتم: (ليِّن يتكلمون فيه) وقال أبو زرعة: (كان لا يصدق) وتكلم فيه أبو داود أيضًا، فلا عبرة بذكر ابن حبان له في "الثقات" [٨/ ١٨٧]، وحسين هذا: من رجال "الميزان ولسانه" [٢/ ٣٠٧]، وأخوه القاسم لم يؤثر فيه توثيق إلا عن ابن حبان وحده. والثانى: (جميع بن عمر بن عبد الرحمن) وإن ذكره ابن حبان في "الثقات" إلا أن أبا نعيم الملائى قد فسقه، وقال أبو داود: "أخشى أن يكون كذابًا" وقال العجلى: "ليس بالقوى" وهو من رجال الترمذى في "الشمائل" وفى ترجمته: ساق له ابن عدى هذا الحديث مع حديث آخر في "كامله" ثم قال: "لا أعرف لجميع بن عبد الرحمن هذا غير هذين الحديثين ... ". قلتُ: لكنه لم ينفرد به، بل تابعه على نحوه: حبان بن عليّ العنزى عند الآجرى في الشريعة [٤/ ١٤٧١/ طبعة دار الوطن]، من طريق أبى بكر الصاغانى عن بكر بن خداش عن حبان به.=