للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الزبير، عن عبد الله بن الزبير، قال: كانت لزمعة جاريةٌ يطؤها، وكانت يُظن برجلٍ آخر يقع عليها، فمات زمعة وهى حبلى، فولدت غلامًا يشبه الرجل الذي كانت تُظن به، فذكرته سودة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أَمَّا الميرَاثُ فَلَهُ، وَأَمَّا أَنْتِ فَاحْتَجِبِى مِنْهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكِ بِأَخٍ".


= منصور بن المعتمر عن مجاهد بن جبر عن يوسف بن الزبير مولى آل الزبير عن عبد الله بن الزبير به نحوه ... وليس عند النسائي قوله: (أما الميراث: فله ..... ) وعنده مكانها: (الولد للفراش).
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
وقال الذهبى عقب روايته هو الآخر: "هذا حديث صحيح الإسناد".
وَحسَّن سنده: الحافظ في "الفتح" [١٢/ ٣٧].
قلتُ: كذا قالوا، والتحقيق أنه سند ضعيف معلول، فيه علتان:
الأولى: الاختلاف في سنده على منصور بن المعتمر، فقد اختلف عليه في على ألوان، ذكرناها في "غرس الأشجار" لكن يشبه: أن يكون ما رواه جرير هو أصح مما رواه غيره، فقد توبع جرير عليه عن منصور؛ تابعه المفضل بن مهلهل وقيس بن الربيع، وقد خرجنا روايتهما في المصدر المشار إليه آنفًا ... ولله الحمد.
وقد أعله البيهقى بعلتين، منهما: قوله: "والحديث الآخر - يعنى هذا - في رواته من نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ، وهو جرير بن عبد الحميد".
قلتُ: وهذه علة لا تسوى سماعها، وقد ردها عليه ابن التركمانى في "الجوهر" والحافظ في "الفتح" [١٢/ ٣٧]، والمعلمى في "التنكيل" والعبد الفقير في (المحارب الكفيل) ثم إن جريرًا لم ينفرد به: بل تابعه عليه غير واحد كما مضى.
والثانية: يوسف بن الزبير: مضى في الكلام على الحديث قبله: أن شيخ مجهول الصفة، جَهَّله الطبرى وقال: "لا يحتج به" ولم يذكروا من الرواة عنه سوى رجلين، فماذا يجديه ذكر ابن حبان له في "الثقات"؟! ولا عبرة بقول الذهبى عنه في "الميزان": "صالح الحال" ولا بتصحيحه له هذا الحديث وقبله الحاكم.
وقد قال عنه الحافظ في "التقريب": "مقبول" يعنى لين لحديث على اصطلاحه الخاص به، ثم كأنه غفل عن هذا، وحسن له هذا الحديث والذى قبله في "الفتح".

<<  <  ج: ص:  >  >>