للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خُذْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ فَاشْدُدْ بِهَا رَأْسِى قَالَ: فَشَدَّدْتُ بِهَا رأسَهُ، قال: ثم توكأ على حتى دخل المسجد، فقال مثل مقالته بالأمس، ثم قال: "فَإِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيْنَا مَنِ اقْتَصَّ قال: فقام رجلٌ، فقال: يا رسول الله، أرأيت يوم أتاك السائل فسألك، فقلت: "مَنْ مَعَهُ شَىْءٌ يُقْرِضُنَا؟ " فأقرضتك ثلاثة دراهم، قال: فقال: "يَا فَضْلُ، أَعْطِهِ قال: فأعطيته، قال: ثم قال: ومن غلب عليه شئٌ فليسألنا ندع له، قال: فقام رجلٌ، فقال: يا رسول الله، إنى رجل جبانٌ كثير النوم، قال: فدعا له، قال الفضل: فلقد رأيته أشجعنا وأقلنا نومًا، قال: ثم أتى بيت عائشة فقال للنساء مثل ما قال للرجال، ثم قال: "وَمَنْ غُلِبَ عَلَيْهِ شَىْءٌ فَلْيَسْأَلْنَا نَدَعُ لَهُ"، قال: فأومأت امرأةٌ إلى لسانها، قال: فدعا لها، قال: فلربما قالت لى: يا عائشة، أحسنى صلاتك.

* * *


= وللحديث طريق آخر: يرويه القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس عن الفضل بن عباس به نحوه في سياق أتم مع اختلاف في ألفاظه، أخرجه البيهقى في "الدلائل" [رقم ٣١٠٧]، والعقيلى في "الضعفاء" [٣/ ٤٨٢ - ٤٨٣]، من طريقين عن الحارث بن عبد الملك بن عبد الله بن إياس عن القاسم به.
قلتُ: وهذا إسناد ساقط أيضًا، وقد أنكر العقيلى على القاسم هذا، وساقه له في ترجمته من "الضعفاء" ونقل عن ابن المدينى أنه قال: "هو عندى عطاء بن يسار، وليس لهذا الحديث أصل من حديث عطاء بن أبى رباح ولا عطاء بن يسار، وأخاف أن يكون عطاء الخراسانى؛ لأن عطاء الخراسانى يرسل عن عبد الله بن عباس".
قلتُ: وكذا أنكره عليه الذهبى في (الميزان) وقال: (حديثه منكر) ثم ساق له الحديث بطوله، وقال عقبه: "أخاف أن يكون كذبًا مختلقًا" وراجع "اللسان" [٤/ ٤٦٨]، وأبوه: يزيد بن عبد الله بن قسيط: لا يؤثر فيه توثيق إلا عن ابن حبان وحده، والحديث باطل لا يثبت أصلًا، ولبعض من طرفه الأول: شواهد ثابتة .. والله المستعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>