للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عطاءٍ، عن الفضل بن عباسٍ، قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه، وعند رأسه عصابةٌ حمراء - أو قال: صفراء - فقال: "ابْنَ عَمِّى خُذْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ فَاشْدُدْ بِهَا رَأْسِى، فَشَدَّدْتُ بِهَا رَأْسَهُ"، قال: ثم توكأ عليَّ حتى دخلنا المسجد، فقال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَدْ قَرُبَ مِنِّى خُفُوفٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ، فَمَنْ كُنْتُ أَصَبْتُ مِنْ عِرْضِهِ، أَوْ مِنْ شَعْرِهِ، أَوْ مِنْ بَشَرِهِ، أَوْ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا، هَذَا عِرْضُ مُحَمَّدٍ وَشَعْرُهُ، وَبَشَرُهُ، وَمَالُهُ فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ، وَلا يَقُولَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ: إِنِّي أَتَخَوَّفُ مِنْ مُحَمَّدٍ الْعَدَاوَةَ وَالشَّحْنَاءَ، أَلا وَإِنَّهُمَا لَيْسَا مِنْ طَبِيعَتِى وَلَيْسَا مِنْ خُلُقِى"، قال: ثم انصرف، فلما كان من الغد أتيته، فقال: "ابْنَ عَمِّى، لا أَحْسَبُ أَنَّ مَقَامِى بِالأَمْسِ أَجْزَى عَنِّى،


= والثالثة: وقد اختلف في سنده على عطاء هذا، فرواه عنه عبيد بن جناد، ومحمد بن المبارك الصورى كلاهما على الوجه الماضى، وخالفهما: محمد بن أبى السرى العسقلانى، فرواه عن عطاء فقال: عن جعفر بن برقان عن عطاء عن ابن عباس عن الفضل بن عباس نحوه بطرف من أوله فقط، فزاد في سنده واسطة بين عطاء والفضل، هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير" [١٨/ رقم ٧١٩]، وفى "الأوسط" [٣/ رقم ٣٠٨٧]، من طريق بكر بن سهل الدمياطى عن ابن أبى السرى به.
قلتُ: وبكر وشيخه فيهما مقال، فالأول من رجال "اللسان" [٢/ ٥١]، والثانى: من رجال أبى داود وحده، وقد أغرب الهيثمى وقال في "المجمع" [٨/ ٥٩٦]: "في إسناد الطبراني من لم أعرفهم" كذا قال، مع كونه كثيرًا ما يعل ببكر وشيخه في "المجمع" فمن غيرهما: لا يعرفهم في إسناد هذا الخبر؟!.
وأرى: أن عطاء بن مسلم قد اضطرب في سنده، وقد عهدنا منه ذلك مرارًا، وقد نقل المروذى عن الإمام أحمد أنه قال عنه: "مضطرب الحديث" وقدخولف في سنده أيضًا، خالفه كثير بن هشام الكلابى الثقة المأمون، فرواه عن جعفر بن برقان فقال: حدثنى رجل من أهل مكة قال: دخل الفضل بن عباس على النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه .. وساقه به نحوه مع اختلاف في آخره، هكذا أخرجه ابن سعد في "الطبقات" [٢/ ٢٥٥]، قال: أخبرنا كثير بن هشام به.
قلتُ: وهذا هو المحفوظ عن جعفر بلا ريب، وهو كما ترى: مرسل مع جهالة الرجل المكى شيخ جعفر فيه!. =

<<  <  ج: ص:  >  >>