للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والشعاب يريدون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيهم شيطانٌ معه شعلةٌ من نار يريد أن يحرق بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رآهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزع، فجاءه جبريل، فقال: "يَا مُحَمَّدُ، قُلْ، [قال]: مَا أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَتِى لا يُجَاوِزُهنَّ بَرٌّ وَلا فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ


= ما ثبت فيما ينقل ابن السني من طريقه، فالله المستعان]: كيف صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة كادته الشياطين؟! قال: جاءت الشياطين .... ) وذكر الحديث نحو سياق المؤلف، وهو عند ابن قانع: باختصار، ومثله البخاري أيضًا.
قال البزار: (وهذا الحديث: لا يعلم من رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا عبد الرحمن بن حنبش، وليس له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غيره).
قلتُ: هكذا رواه عفان بن مسلم ويحيى بن يحيى النيسابورى وعبد الله بن أبي الأسود البصري وعيد الله القواريري وإبراهيم بن مرزوق وعلى بن المديني وغيرهم من الأئمة الأثبات كلهم عن جعافر بن سليمان على الوجه الماضي؛ وخالفهم سيار بن حاتم البصري، فرواه عن جعفر فقال ثنا أبو التياح قال: قلت لعبد الرحمن بن حنبش التميمي - وكان كبيرًا -: هل أدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! قال: نعم، قال: قلتُ: كيف صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة كادته الشياطين؟! فقال: إن الشياطين تحدرت تلك الليلة ... ).
وساق الحديث نحو سياق المؤلف به ... ، فجعل أبا التياح هو الذي سأل: (عبد الرحمن) وليس رجلًا مبهمًا حكى عنه ذلك أبو التياح، هكذا أخرجه أحمد [٣/ ٤١٩]، ومن طريقه أبو نعيم في "المعرفة" [٤/ رقم ٤٦٣٦]، وابن الأثير في "أسد الغابة" [١/ ٦٩٤]، وابن الجوزي في "التلبيس" [ص ٤٧ - ٤٨]، وغيرهم من طريق سيار به.
قلتُ: وهذه مخالفة منكرة، وسيار مختلف فيه، والذى سار عليه المحققون بشأنه: أنه صالح في المتابعات؛ وليس بحجة فيما ينفرد به؛ فضلًا عما يخالف فيه من هم أوثق منه عدد رمل عالج، وهو من رجال الأربعة إلا أبا داود.
والمحفوظ عن جعفر بن سليمان: هو ما رواه الأثبات على الوجه الأول عنه عن أبي التياح قال: (سأل رجل: عبد الرحمن بن حنبش: كيف صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... ) فالسائل ليس أبا التياح، إنما هو رجل مبهم يحكي عنه أبو التياح وحسب، والحديث أورده الهيثمي [١٠/ ١٧٧ - ١٧٨]، وعزاه للمؤلف وأحمد والطبرنى، ثم قال: (ورجال أحد إسنادى أحمد وأبي يعلى وبعض أسانيد الطبرني: رجال "الصحيح"، وكذلك رجال الطبراني" وقبله قال المنذري=

<<  <  ج: ص:  >  >>