للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا فِي الأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلا طَارِقٌ يَطْرُق بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ"، قال: فطفئت نار الشيطان، وهزمهم الله عز وجل.


= في "الترغيب" [٢/ ٣٠٣]: "رواه أحمد وأبو يعلى، ولكل منهما إسناد جيد محتج به".
قلتُ: وظاهر إسناده الاستقامة، إلا أنه معلول، فرجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح" كما قال الهيثمي؛ وفي جعفر بن سليمان: مقال معروف؛ إلا أن حديثه قوى جيد؛ والأصل فيه: القبول؛ حتى يخالف من هو أوثق منه؛ أو يأتي بما ينكر عليه، وقد نقل الحافظ في "الإصابة" [٤/ ٣٠٠]، عن البخاري أنه ترجم لى (عبد الرحمن بن حنبش) في كتابه في (الصحابة) ثم قال: (في إسناده نظر) يعنى في إسناده حديثه هذا، ولم يبين هذا النظر؟!.
ويبدو لي أن هذا النظر: هو في كون أبي التياح لم يصرح بسماعه من (عبد الرحمن بن حنبش) وإنما حكى أن رجلًا - لم يسمه - سأله وحسب، وهذا فيه شبهة إرسال، وبه جزم الإمام في "الصحيحة" [رقم ٢٩٩٥]، ونزل عليه قول البخاري الماضي.
فالحاصل: أن الحديث معل بالانقطاع من هذا الوجه.
لكن: للمرفوع منه شواهد يتقوى الحديث بها إن شاء الله.
١ - منها: مرسل يحيى بن سعيد الأنصاري: عند مالك في الموطأ [١٧٠٥]، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" [١٠٧٩٣]، من طريق مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري بنحو السياق المرفوع عند المولف.
قلتُ: وقد اختلف على يحيى في وصله وإرساله، والمحفوظ مرسل.
٢ - ومنها: مرسل مكحول الشامي: عند ابن أبي شيبة [٣٦٩٣٨]، من طريق حماد بن أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول بنحو القدر المرفوع عند المؤلف به.
قلت: وهذا إسناد صحيح إلى مكحول.
وفي الباب: عن خالد بن الوليد من طرق عنه نحو القدر المرفوع هنا، لكن لا يثبت من طرقه شيء، لكن بعضها يقوي بعضًا إن شاء الله. وقد خرجناه في "غرس الأشجار" وهو مخرج أيضًا في "الصحيحة" [رقم ٢٧٣٨]، للإمام.
وبالجملة: إذا ضم هذان المرسلان مع شاهد خالد بن الوليد إلى حديث (عبد الرحمن بن حنبش) هنا: أرجو أن يصير بها حسنًا مقبولًا إن شاء الله .... واللَّه المستعان لا رب سواه.

<<  <  ج: ص:  >  >>