قلتُ: وهذه متابعة لا خير فيها، وابن أبى حميد: هو الأنصارى أبو إبراهيم المدنى، وهو شيخ ضعيف منكر الحديث، إلى الترك أقرب منه إلى غيره، وقد وهاه الجوزجانى وغيره، ووثقه أحمد بن صالح المصرى، فلم يلتفت أحد له، كأنه لم يخبر حاله كما ينبغى، وهو من رجال الترمذى وابن ماجه. وبه أعله: البيهقى عقب روايته في "المعرفة" وكذا الزركشى في "الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة" [ص ٨١]، والحافظ في "المطالب" [٨/ ٥٣٥]، والهيثمى في "المجمع" [٣/ ٣٠٠]، والبوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٣/ ١١] و [٤/ ٥٨]، وغيرهم. وقد اختلف على محمد بن أبى حميد في سنده أيضًا. فرواه عنه جماعة على الوجه الماضى، وخالفهم عبد الله بن وهب المصرى، فرواه عن ابن أبى حميد فقال: عن محمد بن المنكدر عن عبد الله بن عمرو بن أمية عن أبيه مرفوعًا مثل لفظ الطيالسى والجماعة الماضى؛ وفيه قصة في آخره؛ فزاد فيه (ابن المنكدر) بين ابن أبى حميد وعبد اللَّه بن عمرو، هكذا أخرجه ابن أبى خيثمة في "تاريخه" [رقم ١٣٢٣]، بإسناد صحيح إلى ابن وهب به. قلت: فهذان لونان من الاختلاف على ابن أبى حميد في سنده، ولون ثالث، فرواه حميد بن أبى الأسود عنه فقال: عن عبد الله بن عمرو بن أمية عن أبيه عن جده به نحو اللفظ الماضى في سياق مطول في أوله، فزاد فيه (عن جده). هكذا أخرجه عبد الله بن شيرويه في "زوائده على مسند ابن راهويه" كما في "المطالب" [٨/ ٥٣٥ طبعة العاصمة]، بإسناد صحيح إلى حميد به. قال الحافظ عقب ذكره هذا الطريق في "المطالب": قلتُ: محمد بن أبى حميد ضعيف؛ وليس لقوله: "عن جده" في هذ الإسناد الأخير معنى ... وعنه نقل البوصيرى تلك العبارة في "إتحاف الخيرة" [٧/ ١٨٢/ طبعة الوطن]، ولم ينسبها إليه.=