للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ثم قول الناقد: "رجاله ثقات" أو: "رواته ثقات" لا يعنى صحة سنده أصلًا، لكن المناوى يأبى إلا أن يفهم من هذا صحة إسناد كل حديث قيل فيه: "رجاله ثقات" كيما يحلو له التعقب على السيوطى في كل شئ، كما فعل في هذا الحديث هنا، فإنه قال في "الفيض" [٥/ ٢٨]، بعد أن صفا له القول بصحة إسناد الحديث! عنده، قال: "وبه يعرف أن رمز المؤلف - يعنى السيوطى - لحسنه تقصير، فكان من حقه الرمز لصحته" وقد قال أبو الفيض الغمارى في "المداوى" [٥/ ٦٨]، يرد على المناوى تصحيحه المذكور بقوله: (وظننت أن قول الحافظ في حديث "رواته ثقات" معناه أنه صحيح، وليس كما ظننت، ولو كان كذلك؛ قال المنذرى: "إسناده صحيح" بل قال: "رواته ثقات" ... فلو كنت من أهل هذ الفن؛ لعرفت أنه - يعنى المنذرى - عدل عن ذلك لنكته! ولكن بعيد، هذا داخل فيما ليس من شأنك، وبه يعرف أنه كان - يجب عليك: السكوت وعدم الخوض فما لا تحسن ولا تعرف".
قلتُ: وقد شنع الغمارى كثيرًا على المناوى لأجل كلامه بشأن الزبرقان بن عبد الله راوى الحديث هنا، وقال ما لا يحسن إيراده هنا، مع كون كلام المناوى لا يحتمل ذلك التشنيع الفاضح، لكن لعل الله ابتلاه بلسان ذلك الغمارى؛ لكونه كان مغرمًا - هو الآخر - بالتشنيع على السيوطى كيفما اتفق له، سامحهما الله.
وقد مضى أن الزبرقان في سند الحديث: هو ابن عبد الله بن عمرو بن أمية الضمرى؛ ويقال له أيضًا: (الزبرقان بن عمرو) كما وقع في سند البخارى في "تاريخه" وأراه نسب هناك إلى جده، وقد وثقه جماعة؛ وفرق البخارى وأبو حاتم الرازى وابن حبان وغيرهم بينه وبين (الزبرقان) الذي يروى عنه كليب بن صبح؛ ويروى هو عن عمه عمرو بن أمية الضمرى، وهو شيخ مجهول، وتوثيق الحافظ له في "التقريب" قائم على مسايرته لمغلطاى في عدم التفريق بينه وبين الذي قبله، والظاهر هو التفريق بينهما إن شاء الله.
وقد توبع الزبرقان عليه عن أبيه: تابعه محمد بن أبى حميد عن عبد الله بن عمرو بن أمية عن أبيه مرفوعًا: (ما أعطى الرجل امرأته فهو صدقة).
أخرجه أحمد [٤/ ١٧٩]، - واللفظ له - والطيالسى [١٣٦٤، ١٥٣٢]، ومن طريقه البزار في "مسنده" [٢/ رقم / ١٥٠٧ كشف الأستار]، والبيهقى في "الشعب" [٦/ رقم ٨٧١٦]، وفى "سننه" [رقم ٧٥٤٧]، وفى "المعرفة" [٦/ ٢٠٤ - ٢٠٥]، والمزى في "تهذيبه" [١٥/ ٣٥٠]،=

<<  <  ج: ص:  >  >>