قلتُ: وقد شنع الغمارى كثيرًا على المناوى لأجل كلامه بشأن الزبرقان بن عبد الله راوى الحديث هنا، وقال ما لا يحسن إيراده هنا، مع كون كلام المناوى لا يحتمل ذلك التشنيع الفاضح، لكن لعل الله ابتلاه بلسان ذلك الغمارى؛ لكونه كان مغرمًا - هو الآخر - بالتشنيع على السيوطى كيفما اتفق له، سامحهما الله. وقد مضى أن الزبرقان في سند الحديث: هو ابن عبد الله بن عمرو بن أمية الضمرى؛ ويقال له أيضًا: (الزبرقان بن عمرو) كما وقع في سند البخارى في "تاريخه" وأراه نسب هناك إلى جده، وقد وثقه جماعة؛ وفرق البخارى وأبو حاتم الرازى وابن حبان وغيرهم بينه وبين (الزبرقان) الذي يروى عنه كليب بن صبح؛ ويروى هو عن عمه عمرو بن أمية الضمرى، وهو شيخ مجهول، وتوثيق الحافظ له في "التقريب" قائم على مسايرته لمغلطاى في عدم التفريق بينه وبين الذي قبله، والظاهر هو التفريق بينهما إن شاء الله. وقد توبع الزبرقان عليه عن أبيه: تابعه محمد بن أبى حميد عن عبد الله بن عمرو بن أمية عن أبيه مرفوعًا: (ما أعطى الرجل امرأته فهو صدقة). أخرجه أحمد [٤/ ١٧٩]، - واللفظ له - والطيالسى [١٣٦٤، ١٥٣٢]، ومن طريقه البزار في "مسنده" [٢/ رقم / ١٥٠٧ كشف الأستار]، والبيهقى في "الشعب" [٦/ رقم ٨٧١٦]، وفى "سننه" [رقم ٧٥٤٧]، وفى "المعرفة" [٦/ ٢٠٤ - ٢٠٥]، والمزى في "تهذيبه" [١٥/ ٣٥٠]،=