للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وأفضل ما قيل في بيان حاله: هو قول ابن حبان في المجروحين [٢/ ٣]: " ... كان ردئ الحفظ، وكان يحدث على التوهم؛ فيجئ بالخبر على غير سننه، فلما كثر ذلك في أخباره وجب مجانبتها؛ والاحتجاج بضدها".
قلتُ: وهذا قول خبير بحال الرجل، كأنه سبر مروياته، ونظر في أحاديثه، ثم استخلص ذلك الحكم الدقيق عليه، وتلك طريقة لا يعدلها طريقة أخرى في الحكم على الرواة والنقلة، وأين هذا من مطلق التوثيق النظرى، وقد توسعنا في شرح حال ابن عقيل، وإثبات كونه ضعيف الحفظ، مختل الضبط، مع كونه قد تغير أيضًا حتى رآه ابن عيينة يحدِّث نفسه! وذكرنا الأجوبة على أقوال من حاول توثيقه أو تمشية حاله، كل ذلك فيما علقناه على "ذم الهوى" لابن الجوزى [١/ رقم ٤٥٦]، وراجع ما مضى [برقم ٤٩٨].
وزعم الإمام ابن دقيق العيد في "الإمام" كما في "نصب الراية" [١/ ٢٤٧]، أن الطبراني والبيهقى قد رويا هذا الحديث من طريق أبى نعيم الملائى عن الثورى عن ابن عقيل عن ابن الحنفية به مرسلًا ..
وهذا لم أجده أصلًا؛ بل وقع عند البيهقى من هذا الطريق بعينه [٢٠٩٤]، متصلًا عن ابن الحنفية عن علي به ... ولم أقف على سند الطبراني، وأغلب الظن أنه مثل طريق البيهقى موصولًا، بل هو كذلك لكون البيهقى قد رواه من طريق الطبراني نفسه؛ فالظاهر أنه قد وقع سقط في نسختى ابن دقيق العيد من "سنن البيهقى"، و"معجم الطبراني"، وأيضًا: فالحديث في "فضائل الصلاة" [رقم ١]، لأبى نعيم الملائى عن الثورى مرفوعًا به.
وهذا مما يقطع قول كل خطيب، وقد وجدتُ للحديث طريقًا آخر: عند أبى نعيم في الحلية [٧/ ١٢٤]، وسنده مظلم، وله شواهد عن جماعة من الصحابة منهم: أبو سعيد الخدرى، وسيأتى حديثه [برقم / ١٠٧٧، ١١٢٥]. ومنهم: ابن عباس، ومنهم عبد الله بن زيد، ومنهم جابر بن عبد الله، وكلها لا يصح منها شئ أصلًا. بل وأكثرها تالفة الأسانيد.
وفى الباب عن جماعة من الصحابة موقوفًا عليهم، لكن: بعض هذه الشواهد إذا ضُمَّت إلى حديت عليٍّ هنا أرجو أن يكون الحديث مقبولًا.
وحديث على هنا: قد صححه ابن السكن وغيره، وحسنه: النووى، والبغوى، وابن سيد الناس.
راجع: "نصب الراية" [١/ ٢٤٧]، و"التلخيص" [١/ ٢١٦]، و"صحيح أبى داود" [١/ ١٠٢ - ١٠٤/ طبعة دار غراس]، و"أصل صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -[١/ ١٨٤ - ١٨٦]، للإمام الألبانى.

<<  <  ج: ص:  >  >>