للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقد غلط أبو أحمد الجرجانى الحافظ، وأورد (عبد الله بن عبد الرحمن أبا نصر) في كتابه "الكامل" وساق له هذا الحديث، ونقل عن البخارى أنه قال: "سمع أنس بن مالك، فيه نظر" وهذا الذي ذكره البخارى غير ذاك، ولهذا قال الذهبى في "الميزان" [٣/ ٤٥٣]، لما حكى كلام ابن عدى: (قلت: بل الذي سمع أنسًا، والذى قال البخارى فيه هذا: هو الآخر، قد تقدم" يعنى (عبد الله بن عبد الرحمن بن أسيد الأنصارى) فهو الذي عناه البخارى، وصاحبنا هنا هو (عبد الله بن عبد الرحمن أبو نصر الكوفى) وهذا شيخ ثقة، وثقه الإمام أحمد وغيره؛ وقد ظنهما ابن عدى واحدًا، وتبعه على ذلك الحافظ في "اللسان" [٣/ ٣٠٦]، ترجمة: (عبد الله بن عبد الرحمن بن أسيد) وقال في ختام ترجمته: (ليس هذا من شرط اللسان) يعلى لكونه مترجمًا في "التهذيب" وليس كما قال، وقد فرق بينهما البخارى نفسه في "تاريخه" فقال عن الأول [٥/ ١٣٧]: "سمع أنس بن مالك ... فيه نظر" وسمى جده أسيدًا" ثم ترجم للثانى [٥/ ١٣٥]، وقال: "سمع مساورًا الحميدى عن أمه عن أم سلمة، روى عنه محمد بن فضيل والثورى .. ".
* فالحاصل: أن من جعلهما واحدًا فقد أخطأ بلا ريب عندى،، وقد أساء ابن عدى لما حشر صاحبنا (عبد الله بن عبد الرحمن أبا نصر الكوفى) في جملة الضعفاء من كتابه "الكامل"، وحكى فيه قول البخارى: "فيه نظر" وقد عرفت أن الذي قال عنه البخارى ما قال، هو رجل آخر متقدم الطبقة عن الراوى عن مساور الحميرى هنا، فانتبه يا رعاك الله.
ولم يفطن المزى في "تهذيبه" وذكر في ترجمة صاحبنا أنه روى عن أنس، وتابعه من تابعه ممن ذَيِّل على "تهذيبه"، ثم جاء الذهبى في "الميزان" [٢/ ٤٥٤]، وقال بعد أن تعقب ابن عدى في تسويته بين الراوى عن مساور الحميرى هنا، وبين الراوى عن أنس بن مالك كما مضى، قال عن هذا الحديث الذي رواه عبد الله بن عبد الرحمن عن مساور: "قلت: هذا الحديث منكر" ومثله قال في ترجمة مساور الحميرى من "الميزان" [٤/ ٩٥]، قال: "فيه جهالة، والخبر منكر" يعنى هذا الحديث، وحُكْمُه بالنكارة عليه مما لا يوافق عليه أصلًا، لاسيما وهو ممن يقر بصحة الحديث من غير هذا الطريق.
فقد أخرجه مسلم وجماعة كثيرة من طريق الأعمش عن عدى بن ثابت عن زر بن حبيش عن عليّ بن أبى طالب قال: (والذى فلق الحبة، وبرأ النسمة؛ إنه لعهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليَّ أنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق) وقد مضى تخريجه عند المؤلف [برقم ٢٩١]، وقد=

<<  <  ج: ص:  >  >>