للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تُصيبُ أَحَدًا مصيبَةٌ فَيَسْتَرْجِعُ عِنْد ذَلِكَ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ عِنْدَكَ أَحْتَسِبُ مُصِيبَتِى هذِهِ، اللَّهمَّ أخلفْنِى منْهَا بخيْرٍ مِنْهَا، إلا أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قالت أم سلمة: فلما أصيب أبو سلمَة، قلت: اللَّهم عندك أحتسب مصيبتى هذه، ولم تطب نفسى أن أقول: اللَّهم أخلفنى منها بخيرٍ منها، قلت: من خيرٌ من أبى سلمة؟ أليس، وليس؟ ثم قالت ذلك، فلما انقضت عدتها أرسل إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطبها، فقالت: مرحبًا برسول الله، إن فيَّ خلالًا ثلاثًا: أنا امرأةٌ مصبيةٌ، وأنا امرأةٌ شديدة الغيرة، وأنا امرأةٌ ليس ها هنا من أوليائى أحَدٌ شاهدًا فيزوجنى، فغضب عمر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشد مما غضب لنفسه حين ردته، فأتاها عمر، فقال: أنت التى تردين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ بما تردينه؟ فقالت: يا ابن الخطاب، فيَّ كذا وكذا، أتاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أَمَّا مَا ذَكَرَتِ مِنْ غَيْرَتِكِ فَإنِّى


= فقد اختلف في سنده على سليمان بن المغيرة، فرواه عن آدم بن أبى إياس وهدبة بن خالد والنضر بن شميل وهاشم بن القاسم وأبو داود الطيالسى كلهم على الوجه الماضى؛ وخالفهم سعيد بن سليمان - وهو ثقة حجة - فرواه عن سليمان عن ثابت البنانى فقال: عن ابن عمر بن أبى سلمة عن أبيه عن أم سلمة بنحو شطره الأول - مع اختصار فيه - إلى قوله: (فقالت لابنها زوَّج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزوَّجها) فجعل شيخ ثابت فيه: (ابن عمر بن أبى سلمة)، بدلًا من أبيه: (عمر بن أبى سلمة) وكذا جعل الحديث كله من (مسند أم سلمة) بعد أن كانت الفقرة الأولى منه من (مسند أبى سلمة).
هكذ أخرجه ابن الجارود [٧٠٦]، من طريق الذهلى عن سعيد به.
قلتُ: وهذا الوجه هو المحفوظ لأمرين:
الأول: أن ثابت البنانى لم يسمع من عمر بن أبى سلمة، كما جزم به أبو حاتم الرازى لما سأله ابنه عن هذا الحديث في "العلل" [رقم ١٢٧٢]، فقال: "هذا الحديث مرسل - يعنى منقطع - لم يسمع من ثابت من عمر بن أبى سلمة، إنما يروى عن ابن عمر بن أبى سلمة عن أبيه".
فإن قلت: كيف يستقيم هذا وثابت يقول: (حدثنى عمر بن أبي سلمة) كما وقع عند ابن راهويه والمؤلف وابن منيع؟!
قلت: هذا خطأ من سليمان بن المغيرة أو ممن دونه، وقلب العنعنة سماعًا، قد وقع لجماعة من الثقات في أخبار كشف عنها الحذاق من النقاد، ولبسط هذا مكان آخر.=

<<  <  ج: ص:  >  >>