قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب ... ". قلتُ: وسنده صحيح حجة؛ لكن اختلف في سنده على محمد بن سوقة، فقال الترمذى: "وقد رُوِىَ هذا الحديث عن نافع بن جبير عن عائشة أيضًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ". قلت: هكذا رواه إسماعيل بن زكريا الأسدى عن محمد بن سوقة عن نافع بن جبير عن عائشة به نحوه في سياق أتم، ونقله إلى (مسند عائشة). هكذا أخرجه البخارى [٢٠١٢]، ومن طريقه أبو محمد البغوى في "شرح السنة" [١٤/ ٤٠٠ - ٤٠١]، وابن حبان [٦٧٥٥]، وأبو نعيم في "الحلية" [٥/ ١١]، وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" [رقم ٤٤]، والإسماعيلى في "المستخرج" كما في "الفتح" [٤/ ٣٤٠]، وغيرهم من طرق عن إسماعيل به. قال أبو نعيم: "صحيح متفق عليه من حديث محمد بن سوقة [يعنى: متفق على صحته عند أئمة هذا الشأن من ذلك الطريق؛ فلا يعنى: أن مسلمًا أخرجه من هذا الوجه، كما يتبادر من تلك العبارة] ورواه الثورى وابن عيينة عن محمد عن نافع عن أم سلمة". قلتُ: ولا ريب عندى أن الوجه الأول أصح؛ لاتفاق السفيانين على روايته؛ وإسماعيل بن زكريا ليس ممن يجرى معهما في ميدان الحفظ والإتقان أصلًا، بل هو مختلف فيه أيضًا، ضعفه جماعة ومشاه آخرون، راجع ترجمته من "التهذيب وذيوله"؛ لكن احتمل الحافظ في "الفتح" [٤/ ٣٤٠]، صحة الوجهين جميعًا، فقال: "يحتمل أن يكون نافع بن جبير سمعه منهما - يعنى من عائشة وأم سلمة - فإن روايته عن عائشة أتم من روايته عن أم سلمة ... ". =